​ميليشيات وقوات من الجيش العراقي تجرّف البساتين الزراعية في الطارمية شمال بغداد

​ميليشيات وقوات من الجيش العراقي تجرّف البساتين الزراعية في الطارمية شمال بغداد

تجرّف البساتين

بغداد ـ «القدس العربي»: يشهد قضاء الطارمية، شمال بغداد، منذ أكثر من ثلاث سنوات العديد من الانتهاكات، التي تنفذها أجهزة الأمن الحكومية العراقية بمساندة ميليشيات «الحشد الشعبي»، أبرزها الترحيل والإبعاد القسري وتجريف البساتين الزراعية.

وقال المزارع، أبو رعد المشهداني، لـ«القدس العربي» أن «جرافات القوّات الأمنية التابعة للواء 22 جيش عراقي يقومون باستمرار، بعمليات تجريف واسعة للبساتين الزراعية للمواطنين، التي شملت قرى المشاهدة، والشيخ حمد، وتل طاسة».

وحسب المصدر عناصر الجيش، «اقتلعوا أعدادا كبيرة من أشجار النخيل وأحرقوا أراضي مزروعة بالخضراوات الصيفية، وسرقوا شبكات تنقية المياه الخاصة التي تبلغ كلفتها ملايين الدنانير العراقية، بذريعة استخدامها من قبل عناصر تنظيم الدولة في إخفاء الأسلحة والمتفجرات والانتحاريين، فضلا عن اتخاذها منطلقا لشن هجمات تستهدف قوات الأمن».

ووفق المشهداني، «ميليشيات الحشد الشعبي ترافق الجيش العراقي عند شروعه في تجريف أو حرق الأراضي الزراعية التي تعود لمواطني القضاء»، موضحاً أن عناصر الميليشيات يرتدون بزات عسكرية مشابهة لتلك التي ترتديها القوّى الأمنية من أجل التخفي».

وأضاف: «الميليشيات تقوم بتهجير الناس وتدمير المنازل واختطاف المدنيين لابتزاز ذويهم، بالتعاون مع بعض ضباط لواء 22».

وأشار إلى أن «مساحات واسعة من البساتين الخضراء تحولت إلى أراض جرداء بسبب قطع المياه عنها وتدميرها بالآليات العسكرية. وبعض البساتين استولى عليها الجيش وأنشأ فوقها أبراج مراقبة عسكرية، ومنع أصحابها المزارعين من الدخول إليها أو حتى الاقتراب منها».

وأوضح أن «سياسة الجيش العراقي القمعية ضد المزارعين وسكان الطارمية، الهدف منها إجبارهم على الرحيل وإفساح المجال للميليشيات بالتوسع بهدف تغيير ديموغرافية حزام بغداد الشمالي، ذات الأغلبية من العشائر السُنيّة».

أما صباح السلماني، أحد سكان قرية الشيخ حمد، التابعة للطارمية، قال لـ«القدس العربي»: إن «القوّات الحكومية شرعت بتجريف قرابة 60 دونماً من الأراضي الزراعية، التي تُعد مصدر العيش الرئيسي للكثير من أبناء هذا القرية الفقيرة».

كما أتلفت هذه القوات «العديد من بحيرات الأسماك بحجة أنها باتت بابا جديدا لتمويل عمليات مقاتلي «الدولة» بدلا من تصدير النفط»، حسب المصدر الذي أضاف: «لم يقتصر الأمر على تدمير مساحات شاسعة من البساتين، فقد تعرضت منازل المزارعين إلى الهدم وسرقت مواشيهم».

ويعد قضاء الطارمية، والذي يبعد عن بغداد مسافة 50 كم، أكثر الأقضية السُنيّة استهدافاً من قبل الجيش وميليشيات «الحشد الشعبي»، طيلة السنوات الماضية ومازال الاستهداف متواصلاً حتى الآن، وفق مصادر محلية.


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.