الطريق الدولي بين العراق والأردن حماية واستثمار أم صراع سياسي؟
الطريق الدولي بين العراق والأردن حماية واستثمار أم صراع سياسي؟
الانبار ـ «القدس العربي»: تباينت مواقف القوى السياسية في الأنبار، إزاء مشاركة شركات أجنبية في حماية الطريق السريع بين العراق والأردن، بين رفض «الحشد الشعبي» وترحيب عشائر ونواب المحافظة، وذلك ضمن صراع للاستئثار بصفقة حماية الطريق الدولي. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، فرحان محمد صالح إن «حكومة الأنبار ترحب بالاتفاق مع الشركة الاجنبية لحماية الطريق الدولي، لأنه مشروع استثماري سيوفر فرص عمل لعشرات الآلاف من أبناء المحافظة وسائقي الشاحنات، كما سيعيد تأهيل حوالي 20 جسر مدمر على الطريق، بينما يصعب على الدولة إعمارها في الوقت الحاضر». وووفق صالح «المشروع دعمته الحكومة ورئيسها حيدر العبادي، حيث أن الاتفاق مع الشركة الأمريكية لم يتوقف، وهو في طور المراحل الأخيرة في وزارة البلديات والإجراءات فيه مستمرة في بغداد». ونوه إلى أن «المشروع سينهض بأوضاع المحافظة، خصوصاً والعراق عموماً».
وحسب المسؤول المحلي، اعتراضات البعض على تكليف شركات أجنبية بتأمين الطريق الدولي، «تدخل من باب الصراعات السياسية بين الكتل والتدخلات الخارجية، وأهدافها سياسية أكثر من خدمة البلد». رئيس اللجنة الأمنية في مجلس الأنبار، نعيم الكعود، أكد أن «جزء من الطريق الذي يبلغ نحو 360 كم غير مؤمن بالكامل». وأشار، في لقاء متلفز، إلى أن «هناك حشد شعبي من خارج وداخل المحافظة ينتشر على الطريق الدولي بالإضافة إلى الجيش وحرس الحدود، لكن هناك مسافات كبيرة من الطريق غير مؤمنة». ورحب الكعود بـ«تكليف شركة أجنبية بمهمة تأمين الطريق لأنها ستقوم بإصلاح الجسور المدمرة على الطريق إضافة إلى الاستعانة بأبناء المحافظة لمساعدتها في توفير عناصر الحماية، وهي فرصة لتشغيل الشباب وتحريك الاقتصاد المشلول في الأنبار منذ سنوات بعد قطع الطريق الدولي».
في المقابل، أكدت مصادر في «الحشد الشعبي»، رفض توجه حكومة العبادي لتكليف شركة أمريكية بمهمة حماية الطريق، مؤكدة قدرة الحشد الشعبي والعشائري على توفير الحماية المطلوبة. وقال عضو المكتب السياسي لـ«كتائب حزب الله» العراق، محمد محي، إن «أمريكا شرعت بإعتماد استراتيجية جديدة في العراق، بإعادة تواجدها العسكري فيه، بعدما تأكدت من أن هزيمة كيان داعش الإجرامي باتت وشيكة». وذكر أن «واشنطن عمدت في خطتها الجديدة إلى نشر قواتها في قواعد رئيسة ومناطق مهمة في البلاد، لتوفير السيطرة التامة على الحدود العراقية السورية بذريعة منع إيران من استخدام الحدود البرية لدعم سوريا وحزب الله، ناهيك عن الهيمنة على مقدرات العراق ودعم الاطراف المحلية بهدف تمرير مشاريع التقسيم». وحسب محي، «الطريق الرابط بين العراق والاردن يعد ممرا استراتيجيا، يسمح لأمريكا والقوى التي تسعى للسيطرة عليه بفرض هيمنتها على الانبار خصوصاً والاقليم السني المقرر تشكيله وفق خطة أمريكية خليجية». وتابع أن «وجود القوات الأمريكية في تلك المنطقة المهمة يأتي ايضا لضمان المصالح الاردنية». وكان زعيم حركة «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، قد حذر في نيسان/ أبريل الماضي، الحكومة العراقية، من تسليم الطريق لشركة أمنية أمريكية لتأمينه، مؤكداً أن « هذا الأمر يجب ألا يمر مرور الكرام، وعلينا الوقوف أمامه». ولوحظ أن العبادي، تجنب خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي الأخير، الحديث عن الشركة الأمريكية المكلفة بحماية وصيانة الطريق الدولي. وكان من المفترض أن تبدأ شركة (أوليف كروب) الأمريكية بتأمين الطريق اعادة تأهيله منذ تموز الماضي، وفق اتفاق بين حكومة المحافظة والحكومة المركزية.
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.



