​موجة انتقادات رافضة لـ «رمي» خطر «الدولة» من لبنان إلى العراق

​موجة انتقادات رافضة لـ «رمي» خطر «الدولة» من لبنان إلى العراق

القدس العربي

بغداد ـ «القدس العربي»: ما إن وصلت الحافلات التي تقل مسلحي تنظيم «الدولة» (داعش) إلى منطقة البو كمال السورية، حسب اتفاق بين التنظيم و»حزب الله» اللبناني، حتى تعالت الأصوات في الداخل العراقي الرافضة لـ«رمي» خطر التنظيم من لبنان إلى العراق.

ولا تبعد مدينة البو كمال، التابعة لمحافظة دير الزور السورية، سوى (8كم) فقط إلى الغرب من منفذ حصيبة الحدودي العراقي، التابع لمحافظة الأنبار الغربية.

وأعلنت وحدة الإعلام الحربي، التابعة لجماعة «حزب الله» اللبناني، أمس الثلاثاء، وصول قافلة تقل مسلحين لتنظيم «الدولة» وعائلاتهم إلى مدينة البوكمال السورية، حسب اتفاق لوقف إطلاق النار بين التنظيم والحزب.

وقالت وحدة الإعلام في بيان لها إن «القافلة غادرت الحدود اللبنانية السورية، الاثنين (أمس الأول)، برفقة قوة من الجيش السوري بموجب وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ يوم الأحد الماضي».

ويرتبط العراق مع سوريا، من جهة الغرب، بحدود برية تمتد لمسافة (605) كيلومترات.

وكتب الباحث والمختص في الشؤون الأمنية والجماعات المسلحة الدكتور هشام الهاشمي، على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلاً: «البوكمال تعتبر امتداداً للقائم (قضاء تابع لمحافظة الأنبار، يبعد عن العاصمة بغداد 480 كم من الجهة الشمالية الغربية) ضمن الإدارة العسكرية الداعشية (ولاية الفرات)، وكل من يجرح ويستشهد من حرس الحدود العراقية على يد داعش فهو بسبب العمق السوري الذي سيقوى بهذا الاتفاق (بين التنظيم وحزب الله)».

وحسب الهاشمي فإنه «لا يمكن الفصل بين داعش في العراق‬ وسوريا، وكذلك لا يمكن لجهة أن تنهي داعش إلا بالتنسيق بين الروس والأمريكيين لإنهاء مرحلة داعش وما بعده (…) بتحالفات فاعلة غير هزيلة».

وأضاف: «أما عن حصار الفصائل الإرهابية في الجبهة السورية في منطقتين؛ فهذا خيار تعمل عليه أمرييكا وحلفائها (…) بالتالي نسبة هذا التخطيط والعبقرية لفريق إيران مكابرة وبعيدة عن الواقع». وأشار إلى أن «داعش والنصرة وأحرار الشام وجند الأقصى والكتائب الشيشانية ظهرت في نيسان/ابريل 2013، فأين كانت أسطورة العسكري الإيراني وحلفائه».

وفي منشور سابق للهاشمي، قال إن «الحليف الأناني الذي يرمي بخطر داعش من لبنان على العراق، والعراقيين دمروا ثاني أكبر مدينة من أجل مبدأ أن لا يهرب الدواعش ويتضرر الجار من خطر داعش، واللبنانيين والسوريين لم يقبلوا التضحية بقرى من أجل العراق».

وتابع قائلاً: «جنودنا قادرون على سحقهم (عناصر التنظيم) مهما كان عددهم، لكن معنويا العراق يقاتل بالوكالة كما تريد إيران وحلفاؤها (…) قوة حزب تفعل ما تريد، وهو بقوة دولة لا يفعل إلا ما تريد إيران».

كذلك اتهم النائب عن التحالف الوطني علي البديري، الحكومتين العراقية والسورية بالتآمر على الشعب العراقي والحشد الشعبي إثر سكوتهم على الصفقة التي حصلت بين حزب الله اللبناني و«داعش»، موجهاً رسالة إلى «حزب الله» مفادها «دماء شبابنا وشعبنا وحشدنا ليست أرخص من دماء اللبنانيين».

وقال في تصريح لـ «السومرية نيوز»، إن «الاتفاق الذي حصل بين حزب الله اللبناني والحكومة السورية من جهة وتنظيم داعش الإرهابي من جهة أخرى، نعتبره بكل بساطة مؤامرة على العراق»، مبينا إن «شبابنا الذي ذهب للقتال في سوريا وقدم الدماء للدفاع عن المقدسات (…) تجازى من الحكومة السورية بنقل داعش إلى حدود بلدهم».

وأضاف إن «جميع الأطراف التي شاركت في الاتفاق من حزب الله والحكومة السورية والحكومة العراقية والتحالف الدولي تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي دماء جديدة ستسيل في مواجهة داعش بتلك المناطق»، متسائلا «أين طيران التحالف الدولي؟ ولماذا لم يعمل على ضرب تلك القوافل من الإرهابيين؟، وكيف تم الاتفاق بين طرفين بصفقة ضحيتها سيكون الشباب العراقي؟».

وتأتي تصريحات البديري في وقت أعلنت قيادة عمليات الأنبار، أمس الثلاثاء، انطلاق عملية تفتيش واسعة لصحراء غربي المحافظة.

وقال قائد العمليات اللواء الركن محمود الفلاحي، للمصدر ذاته، إن «قطعات من الجيش ضمن قيادة عمليات الأنبار باشرت بعملية تفتيش واسعة لصحراء غربي الأنبار، لتطهيرها من داعش وتدمير مقراتهم».

وأضاف أن «عمليات التفتيش بدأت من منطقة الـ160كيلو مترارغرب الرمادي، وصولا إلى قضاء الرطبة وباتجاه الشمال لمسافة 100 كيلو متر إلى داخل قضاء الرطبة ووادي حوران».

وحسب المتحدث الرسمي باسم هيئة الحشد العشبي، أحمد الأسدي، فإن «عدد مسلحي تنظيم الدولة الذين وصلوا إلى البوكمال خلال عملية نقلهم التي تمت تحت إشراف الجيش السوري، يقارب 700 عنصر»، مضيفا «نحتاج لساعات قليلة للقضاء عليهم».

وأضاف في تصريح لموقع NRT عربية، «البوكمال أساساً يتواجد فيها تنظيم الدولة، ويتواجد أيضاً في الصحراء العراقية المقابلة للبوكمال، الذين سنقضي عليهم في العمليات القادمة ونغلق الحدود العراقية السورية بشكل كامل».

وتابع : «نحن في الحشد الشعبي نستعد ونعد العدة لطرد كل عناصر داعش من العراق حتى لو جاءهم إمداد من خارج العراق»، مضيفا أن «سوريا تستخدم هذا الأسلوب في المفاوضات ومن ثم عملية نقل للمسلحين منذ عامين»، مبيناً أن «هذا الأسلوب لا يقتصر على تنظيم الدولة، بل حتى على مسلحي المعارضة المعتدلة».

وأشار إلى أن «القوات العراقية تنوي حصر مسلحي الدولة في مناطق حدودية ثم القضاء عليهم جميعاً، وكذلك يفعل الطرف السوري».


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.