​دعم أمريكي لـ«الحشد العشائري» تمهيداً لتحرير مناطق في الأنبار

​دعم أمريكي لـ«الحشد العشائري» تمهيداً لتحرير مناطق في الأنبار

عين الأسد

الأنبار ـ «القدس العربي»: أبدت الولايات المتحدة الأمريكية استعدادها لتوفير الدعم لقوات «الحشد العشائري» السنية، استعداداً لتحرير مناطق في محافظة الأنبار من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وعقد وفد عسكري أمريكي رفيع، اجتماعات مكثفة مع قادة في الجيش العراقي وزعماء عشائر سنية في قاعدة «عين الأسد» الجوية، في الأنبار، ضمن الاستعدادات للمعركة.

وقاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي، غرب الأنبار، هي إحدى القواعد الرئيسية التي يتواجد فيها المستشارون الأمريكيون، الذين يقدمون التدريب والدعم والمشورة للقوات العراقية في حربها ضد تنظيم «الدولة».

وحسب مصادر أمنية، رأس الوفد الأمريكي، قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة» الجنرال جون ألن، حيث اجتمع الأخير مع شيوخ عشائر مناطق البغدادي وحديثة وهيت وقيادات الحشد العشائري فيها، بحضور قادة الجيش العراقي المسؤولين عن محور غرب الأنبار.

ألن، ناقش، وفق المصادر، إجراءات معركة تحرير المدن الباقية غرب الأنبار بيد «الدولة» وهي القائم وراوة وعانة، مركزاً على معرفة إمكانيات قوات الحشد العشائري، للمشاركة في المعركة، ومبديا استعداد الولايات المتحدة على توفير الدعم لها لأداء دورها بشكل صحيح.

قائد الحشد العشائري في حديثة، عبد الحكيم الغريري، أكد لـ«القدس العربي» أن «اهتمام الولايات المتحدة في محافظة الأنبار متواصل ومستمر منذ سنوات لتحرير المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة».

ونوه إلى أن «الدعم الأمريكي كان له الدور الهام في عدم سقوط مدينة حديثة بيد التنظيم رغم سقوط مدن عديدة قريبة منها في قبضته».

هذا الدعم، وفق المصدر «لا يقتصر على الجيش العراقي والشرطة فقط بل يشمل الحشد العشائري الذي تزوده واشنطن بالسلاح، وتمنح الرواتب لمقاتليه، لأن الأمريكيين حريصون على تحرير الأنبار من التنظيم الإرهابي وقطع خطوط تواصله مع سوريا».

وحسب الغريري فإن «المستشارين الأمريكان يتركز تواجدهم في الأنبار أكثر من تواجدهم في الموصل وصلاح الدين»، منوهاً بأن «صفقة نقل مقاتلي التنظيم من لبنان إلى قرب الحدود العراقية كان هدفها استهداف القوات الأمريكية في الأنبار».

وذكر أن «هناك سبباً آخر للتسابق بين الولايات المتحدة وإيران للسيطرة على الأنبار، وهو وجود حقل غاز عكاظ قرب القائم، الذي يحتوي كميات هائلة من الغاز».

وبين أن «الولايات المتحدة تدرك أن ساحة المعركة في الأنبار واسعة ومترامية الأطراف، وتحتاج إلى أعداد كبيرة من المقاتلين للبدء في المعركة وفي السيطرة على الصحراء المترامية الممتدة إلى الأراضي السورية»، معتبراً أن «القوات الحكومية النظامية في المنطقة غير كافية لوحدها ويجب دعمها بقوات الحشد العشائري المستعدة بقوة للمشاركة في معركة تحرير محافظتها، عند توفير المستلزمات الضرورية من سلاح وعجلات ورواتب».

وبدأ سكان عانه ورواه والقائم، الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة»، في الفرار من مدنهم تحسباً لاقتراب معركة تحريرها، وفق المصدر، الذي أوضح أن «السكان استشعروا قرب المعركة، لذا قرروا ترك مناطقهم التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة»، والتوجه نحو المناطق الخاضعة للقوات الحكومية قاطعين طرقا طويلة وسط الصحراء».

وكان رئيس الحكومة، حيدر العبادي، قد أكد في مؤتمره الصحافي الأخير، أن عدد القوات الأمريكية في العراق يبلغ خمسة آلاف عسكري يتوزعون في خمس قواعد في الأراضي العراقية.

وتزامنا مع الاستعدادات لتحرير المناطق المحتلة في الأنبار، وصلت طائرة بريطانية على متنها 40 مهندسا من مختلف الاختصاصات إلى قاعدة عين الأسد، للمساهمة في عملية إعادة إعمار الجسور المتضررة والمستشفيات والمدارس ضمن خطة إعادة إعمار وتأهيل البنى التحتية المدمرة جراء العمليات الإرهابية والعسكرية في الأنبار.

ويواصل الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي، شن غارات على مواقع تنظيم «الدولة» في المدن التي ما زالت تحت سيطرة التنظيم في الأنبار، وهي راوة وعانة والقائم، مستهدفاً مقرات التنظيم وتجمعاته ودورياته، تمهيدا لبدء معركة تحريرها التي أعلنت القيادة العسكرية العراقية أنها ستكون قريبة.


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.