عناصر أمنية تبتزّ المدنيين في الموصل: المال مقابل الحماية
عناصر أمنية تبتزّ المدنيين في الموصل: المال مقابل الحماية

القدس العربي - نينوى ـ الأناضول: كشفت دائرة «صحة نينوى»، أمس الاثنين، عن تسلًّم الطب العدلي 2650 جثة انتشلت من تحت الأنقاض التي خلفتها المعارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، في حين قال ناشط حقوقي إن عناصر أمنية تقبض رشا من أهالي المدينة بزعم توفير الحماية لهم.
وقال الطبيب ليث حبابه، مدير عام صحة نينوى بالوكالة، إن «المراكز الصحية والطب العدلي في الموصل تسلمت 2650 جثة».
وأوضح أن هذه الجثث «انتشلت من تحت أنقاض الجانب الغربي وتحديدا الموصل القديمة، منذ تحرير المدينة من تنظيم «الدولة» في 10 يوليو/تموز الماضي وحتى اليوم (أمس)».
وأكد حبابه أن الجثث «موثّقة بشكل رسمي بسجلات دائرة صحة نينوى». ولفت إلى أن فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني لا زالت تعمل على انتشال الجثث، التي يصعب الوصول إلى بعضها.
النقيب عبد الهادي العباسي، من جهاز الرد السريع (تابع لوزارة الداخلية)، قال إنها «كانت ممنوعة من دخول الكثير من مناطق غربي الموصل، على الرغم من شهرين على تحريرها». وأضاف أن «انتشال الجثث سيفتح الطرق أمام عودة الأهالي إلى منازلهم».
وتابع: «يبقى التحدي الأكبر أمام عودة الأهالي والنازحين لديارهم وجود بقايا المواد المتفجرة والألغام التي خلفها تنظيم داعش بعد طرده من المدينة».
إلى ذلك قال ناشط حقوقي عراقي إن عناصر أمنية تقبض رشى من أهالي مدينة الموصل شمالي العراق، بزعم توفير الحماية لهم ولممتلكاتهم، في حين توعد مسؤول حكومي بمعاقبة كل من تثبت رشوته.
وأوضح لقمان عمر الطائي، الناشط الحقوقي والمدني، أن «عناصر أمنية عراقية تتبع وزاراتي الداخلية والدفاع وفصائل مسلحة عشائرية (لم يذكرها) تقبض رشاوى من أهالي الموصل بزعم توفير الحماية لهم ولممتلكاتهم».
وأضاف: «وردتنا شكاوى من بعض الأهالي يدعون فيها أن الوحدات الأمنية في المناطق غير المسموح بعودة الأهالي إليها يأخذون أموالا، مقابل السماح للمواطنين بتفقد منازلهم المهجورة مدة ساعة أو ساعتين». وقال سيدو جتو سنجاري، عضو مجلس محافظة نينوى ولجنتي النزاهة والقانونية، أنه «لم تردنا أي شكوى بهذا الشأن».
وأضاف «لا نستبعد وجود حالات كهذه، لكنها لم تصل إلى أن تصبح ظاهرة متفشية».
واستدرك قائلا إن «وجود أطرافا مسلحة تمسك الأرض قد يكون سبب المشكلة».
ولفت إلى أن «واجب الأجهزة الأمنية حماية المواطنين وممتلكاتهم، ولا يجوز أن يزيدوا نكبة الأهالي الذين يعانون من تداعيات سيطرة داعش».
وتوعد «بإنزال العقاب ضد كل عنصر أمني يثبت تعاطيه الرشاوى». ودعا المواطنين إلى الابلاغ عن تلك الحالات حال وقوعها.
وبعد سيطرة «الدولة» على الكثير من مناطق نينوى في صيف 2014، تمكنت القوات العراقية -على فترات- من تحرير المحافظة بالكامل، عبر معارك أبرزها معركة «تحرير الموصل»، التي استمرت تسعة أشهر وانتهت في 10 يوليو/تموز الماضي.
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.