اشتباكات في كركوك… والتركمان يلوحون بـ«تدويل» قضيتهم
اشتباكات في كركوك… والتركمان يلوحون بـ«تدويل» قضيتهم

بغداد ـ «القدس العربي»: تزداد الأوضاع الأمنية اضطراباً في محافظة كركوك شمال شرق العراق، كلما اقترب موعد إجراء استفتاء إقليم كردستان العراق المزمع في 25 أيلول/ سبتمبر الجاري.
آخر بوادر التشنج تمثلت بإقدام مجموعة مسلحة «مؤيدة للاستفتاء»، بالاعتداء على أحد مقرات التركمانية «الرافضة للاستفتاء»، مما تسبب بسقوط ضحايا.
وقال النائب التركماني حسن توران لـ«القدس العربي»: «بسبب الأجواء المتوترة في محافظة كركوك، وإقحام المحافظة في مشروع الاستفتاء المزمع. تشهد المدينة منذ أيام أجواء متوترة، زادت وتيرتها، أمس الأول الاثنين، عندما مر رتل من مجموعة شباب كانوا يقومون بحملة دعائية لاستفتاء استقلال كردستان، من أمام أحد مقرات الأحزاب التركمانية (الحركة القومية التركمانية)، وحدث تبادل لإطلاق النار بين الطرفين».
وأضاف: «حراس المقر تعرضوا إلى إطلاق نار، فبادروا بالرد، مما أدى إلى وفاة أحد الأشخاص من الرتل»، مشيراً إلى أن هذا الحادث جاء قبل حدوث «تفجير إرهابي في منطقة المصلى ذات الأغلبية التركمانية وسط كركوك».
ودعا النائب التركماني جميع الأطراف إلى «التهدئة وعدم الإنجرار وراء الفتنة التي يراد جر المحافظة فيها، وأن تضطلع القوات الأمنية من الشرطة المحلية بمهام حفظ الأمن، وأن يأخذ القضاء والتحقيق مجراه في أي حادث، وكشف الطرف الجاني».
كما دعا أيضاً «عقلاء القوم إلى الإسهام في عدم إذكاء نار الفتنة والقضاء عليها، وعدم السماح لذوي النفوس المريضة باستغلال هذا الوضع المتأزم في تهديد وحدة أبناء كركوك».
مقرر مجلس النواب العراقي النائب عن محافظة كركوك نيازي معمار أوغلو، أكد لـ«القدس العربي»، أن «الوضع الأمني في كركوك وعموم المناطق المتنازع عليها، متأزم جداً، نتيجة إصرار إقليم كردستان على شمول هذه المناطق بالاستفتاء».
وبين أن «هناك انتشارا أمنيا للقوات الكردية بشكل هائل في كركوك، وإتباع أسلوب ترهيب المواطنين، فضلا عن توجه الحكومة المحلية إلى رفض جمع القرارات التي تصدر من بغداد».
وفيما أعرب أوغلو عن أمله بأن «يكون للحكومة الاتحادية موقف جاد ووطني لحماية أهالي كركوك وحفظ الأمن والنظام والقانون في المدينة والمناطق المتنازع عليها»، حذّر من مغبّة حدوث «كوارث وويلات لن تحمد عقباها».
وحمل النائب عن المكون التركماني، محافظ كركوك المقال نجم الدين كريم، وقائمة (اللا تآخي) مسؤولية «الدماء التي تسال»، مؤكداً إن «غياب الحكومة عن هذه المناطق جعلها تدار بالدم». على حد قوله.
ومضى قائلاً: «نحن لا زلنا ندعو إلى ضبط النفس (…) لكن لدينا خيارات عديدة كمكون تركماني وعربي أيضاً، فإن لم تتمكن الحكومة الاتحادية من حمايتنا فلدينا حلول أخرى، من بينها تدويل قضيتنا وطرق أبواب المحافل الدولية والأمم المتحدة، ولن نقف مكتوفي الأيدي».
أما النائب التركماني جاسم محمد البياتي، فاتهم ما سماها «عصابات» محافظ كركوك المقال بمهاجمة المقرات التركمانية وتهديد شخصيات تركمانية.
وقال في بيان، إن «عصابات محافظ كركوك المقال، هاجمت ليلة أمس مقرات التركمان وهددت شخصيات تركمانية من أجل إرغامهم على المشاركة في الاستفتاء المزمع إجراؤه في 25 من هذا الشهر»، متوقعاً «زيادة مثل هذه الاعمال الاجرامية بحق التركمان والعرب في كركوك ومحافظات اخرى».
وطالب البياتي، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بـ«ضبط الموقف وتأجيل الاستفتاء والجلوس على طاولة التفاوض لإدارة كركوك بالشراكة»، داعياً رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلى «اتخاذ ما يلزم لضبط الوضع وعودة الأمن والاستقرار».
وأعلنت قيادة شرطة كركوك، أمس الثلاثاء، أنها ستنصب «سيطرات مكثفة»، متوعدة باعتقال أي مسلح مهما تكن صفته.
وقالت القيادة في بيان إن «بعض مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، تناقلت أخباراً ومنشورات عارية عن الصحة، تتكلم عن وجود حظر للتجوال داخل المحافظة»، مبينة أن «مديرية شرطة كركوك واللجنة الأمنية في كركوك لم تفرض اي حالة حظر للتجوال نهائياً».
وأضافت أن «الأوضاع الأمنية مستقرة داخل المدينة، وهناك انتشار مكثف لقوات الشرطة والأسايش (قوات خاصة كردية) داخل المدينة لغرض حفظ الأمن والنظام والمحافظة على أرواح وممتلكات المواطنين»، لافتة إلى أن «أوامر صدرت من قبل قائد شرطة المحافظة، بإلقاء القبض على جميع المسلحين مهما كانت صفتهم، ونصب السيطرات المكثفة في المدينة إلى أشعار آخر».
على الصعيد السياسي، صوت مجلس محافظة كركوك، بإجماع الحاضرين (21 عضواً) على رفض قرار إقالة المحافظ نجم الدين كريم.
في حين، نظم عدد من المسؤولين الأكراد «احتفالية كبيرة» في مدينة كركوك دعماً للاستفتاء واستقلال إقليم كردستان العراق
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.