​العبادي: المجلس التنسيقي مع السعودية {منعطف مهم}

​العبادي: المجلس التنسيقي مع السعودية {منعطف مهم}

الدكتور حيدر العبادي

بغداد/SNG- أنهى زيارته للرياض أمس.. ونقل «المشروع العراقي} إلى القاهرة وعمان

عد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي المجلس التنسيقي العراقي السعودي الذي وقع على تأسيسه مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بحضور وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، في العاصمة السعودية الرياض، أمس الأحد، “منعطفاً مهماً” و”منطلقاً” للتعاون وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة”، مشيراً إلى أنه “ثمرة الجهود والنوايا الطيبة المشتركة بين البلدين”، وبينما نبه على ان المنطقة لا تحتمل المزيد من التقسيم، طالب بوقف سياسات التدخل في شؤون الآخرين.

يأتي ذلك في وقت لفت الملك السعودي إلى أن الإمكانيات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء شراكة فاعلة، في حين حث وزير الخارجية الأميركي بغداد والرياض على الاستمرار ببناء العلاقة بين بلديهما، واصفا إياها بـ”المهمة”، بينما عبر عن تقديره لقيادة العبادي للحكومة العراقية. إيمان بالتعاون والشراكة وقال العبادي، في كلمة له بالاجتماع التنسيقي بين العراق والسعودية: “نعبّر عن ارتياحنا البالغ لتطور العلاقات بين بلدينا الشقيقين الجارين، والمجلس التنسيقي الاول العراقي – السعودي هو ثمرة الجهود والنوايا الطيبة المشتركة التي تعبر عن توجهنا وسياستنا والتي لمسناها في نفس الوقت من اشقائنا في المملكة وبالاخص الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان”، مبينا ان “زيارتنا الاخيرة للمملكة تمخضت عن هذا المجلس الذي سيكون منعطفا مهما ومنطلقا للتعاون وتعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا وشعبينا في المجالات كافة”. واضاف “اننا نؤمن بأن التعاون والشراكة وتبادل المصالح وربطها بشبكة علاقات بمختلف المجالات هي السبيل لتحقيق تطلعات شعوبنا في الامن والاستقرار والتنمية وتوسيع التعاون الامني والاقتصادي والتجاري والثقافي”، مشيرا الى “اننا اطلقنا برنامجاً لمستقبل المنطقة يقوم على التنمية وبسط الامن بدل الخلافات والحروب التي عانينا منها ويتكون من خمس نقاط اساسية للتنمية واعطاء امل للشباب”. وتابع رئيس الوزراء ان “تركيز التعاون ضد الارهاب هو هدف مشترك لبلدينا، ولابد ان نعمل معا ونثبت للعالم اجمع ان هذا الارهاب لا يمثل ديننا الاسلامي، وهو عدو للانسانية جمعاء، والدول العربية والاسلامية هي الاكثر تضررا ودمارا منه، وان داعش بدأت بقتل وتهجير المسلمين قبل غيرهم من ابناء الديانات والمعتقدات الاخرى”، موضحا ان “العراق اليوم غير الأمس فقد دحرنا الارهاب وحررنا مدننا التي احتلتها داعش بسلاح الوحدة الوطنية، ولولا الوحدة لما دحرنا الارهاب حيث وقف العراقيون جميعا صفا واحدا وقواتنا المسلحة تدافع عن الجميع ومرحب بها في جميع المحافظات ويتعاون معها السكان الى ابعد الحدود”. طي صفحة الماضي واكد العبادي “اننا حررنا مدننا ونتجه لإعمارها وتمكنا من اعادة معظم النازحين الى ديارهم، وحفظنا وحدة العراق ارضا وشعبا، وخرج العراق موحدا، كما استطاعت السلطة الاتحادية بسط سلطتها في عموم البلاد وتم فرض القانون في أبعد نقطة”، لافتا الى “اننا انطلقنا من مبدأ تحقيق العدالة والمساواة بين جميع العراقيين ومشاركة الجميع بالقرار وانهاء التوتر العرقي والطائفي وعدم السماح بعودته”. وبين ان “سياستنا الداخلية حظيت بتقدير القوى السياسية كافة والمرجعيات الدينية لأننا نظرنا للعراقيين على اساس عملهم واخلاصهم وليس على اساس هوياتهم، كما اتجهنا بسياستنا الخارجية نحو الانفتاح والتعاون الجاد وطي صفحة الماضي والخلافات السابقة”، مبيناً “اننا نحترم التنوع الديني والقومي والفكري والمذهبي في بلادنا ونعتز به، ودستورنا ضامن لحقوق الجميع وهو الوثيقة العليا التي وقع عليها شعبنا وصوّت عليها والتزمنا بالعمل بها، والذي يساوي بين حقوق العرب والكرد والتركمان وبقية المكونات ويضمن توزيعا عادلا للثروة الوطنية”.كما اشار رئيس مجلس الوزراء الى ان “الخروج عن الدستور والاجماع الوطني عرّض امن البلاد ووحدتها وسلامة شعبنا للخطر كما حصل في الاستفتاء الاخير، وقد وقف جميع العراقيين ضد محاولة التقسيم واحبطوها، حيث كان لابد ان نقوم بواجبنا لحماية وحدة البلاد وثروتها الوطنية التي هي ملك لجميع العراقيين وفق الدستور وليست ملكا لحزب او شخص او جماعة”، عاداً ان “المنطقة لا تحتمل المزيد من التقسيم ولا تحتمل استمرار النزاعات، ونحن نرى ضرورة انهاء النزاعات المسلحة”.

إنهاء النزاعات وطالب العبادي بـ”وقف سياسات التدخل في شؤون الآخرين من اجل مصلحة خاصة لهذه الدولة او تلك والبدء بمرحلة جديدة من التعاون الشامل والتكامل الاقتصادي المشترك”، مؤكدا ان “امننا واستقرارنا واقتصادنا ومصالحنا يجب ان تتم صياغتها بعمل مشترك بين دول المنطقة فليس هناك دولة تنهض بمفردها وسط محيط مليء بالنزاعات المسلحة والدمار والفقر والمرض”. وشدد العبادي على ضرورة “انهاء النزاعات والتدخلات التي خلّفت ملايين النازحين وبددت ثرواتنا الوطنية في حروب لا طائل منها”، مبديا استعداده لـ”توحيد جهودنا مع جهود اخواننا للبدء بعهد جديد من السلام والاستقرار والتنمية واقامة شبكة مصالح تخدم شعوبنا وتعمّق علاقاتنا وتفتح ابواب المستقبل للشباب بدل ان تخطفه عصابات الارهاب والجريمة”. القائد العام للقوات المسلحة الذي اشار إلى ان “العراقيين قدموا الاف الشهداء والجرحى في معركة الدفاع عن ارضنا وتحريرها من عصابة داعش المجرمة ولم يتبقَ الا القليل لاكتمال النصر النهائي وتأمين الحدود العراقية السورية وهو نصر لجميع العراقيين ولشعوب المنطقة وللعالم اجمع”، لفت الى “اننا وعدنا قبلها بتحرير الاراضي، ونقول اليوم إننا سنحسم المعركة قريبا”، مؤكدا ضرورة “فتح ابواب الامل للعراقيين في المناطق المحررة وعموم البلاد وزيادة فرص الاستقرار والاستثمار والتنمية، ونأمل بهذا التعاون بين البلدين ان يزيد من فرص التنمية”.ودعا العبادي الى “غلق كل الابواب التي تسمح للارهاب بالعودة وابعاد منطقتنا عن النزاعات التي ارهقت شعوبها”، موضحا “اننا جادون بالتعاون وصادقون في مدّ يدنا وسنعمل على انجاح اي خطوة من شأنها ترسيخ الامن والاستقرار والازدهار والتنمية”. واعرب عن تفاؤله بـ”المجلس التنسيقي المشترك بين العراق والسعودية وبما سيحققه لشعبينا الشقيقين”، حاثا “الوزراء من الجانبين على التعاون والاسراع بتنفيذها بأقصى جهد ليرى المواطنون هذا الجهد”.

فرصة تاريخية بدوره، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، “دعم بلاده لوحدة العراق واستقراره، وبارك للعراقيين تحقيقهم الإنجازات في القضاء على الإرهاب ودحره”. وقال العاهل السعودي، في كلمة ألقاها بافتتاح أعمال المجلس: ان “الإمكانيات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء شراكة فاعلة، لتحقيق تطلعاتنا المشتركة”، مبيناً أن “ما يربطنا مع العراق ليس مجرد الجوار والمصالح المشتركة، وإنما أواصر الاخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد”. ولفت سلمان إلى “تطلع السعودية لإسهام اجتماعات مجلس التنسيق المشترك بالمضي إلى آفاق أوسع وأرحب”.في حين حث وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، بغداد والرياض على الاستمرار ببناء العلاقة بين بلديهما التي وصفها بـ”المهمة”، معبراً عن تقديره لقيادة العبادي للحكومة العراقية. وقال تيلرسون، في كلمة ألقاها خلال توقيع العراق والسعودية على تأسيس المجلس: “نأمل أن تكون هذه بداية لسلسلة من الإجراءات لتعزيز العلاقة المهمة”، مضيفا “نحن نحثكم على أن تستمروا ببناء هذه العلاقة”. وتابع “أقدر قيادة العبادي للحكومة العراقية”، لافتا في الوقت نفسه إلى “أننا رأينا تحركا للقوات العراقية بصورة سريعة في الحويجة وتلعفر”. في غضون ذلك، التقى رئيس الوزراء مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بعد التوقيع رسميا على المجلس التنسيقي بين البلدين. ووفقا لوكالة الأنباء السعودية “واس”، “جرى خلال اللقاء، بحث الإسراع بتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، والتأكيد على دعم المملكة العربية السعودية لوحدة العراق، ومباركة الانتصارات التي حققها العراق، والتطلع للمزيد من التنسيق المشترك بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين”.وكان المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء قد اصدر توضيحا اشار فيه الى ان “الدكتور العبادي يقوم بجولة لعدد من دول المنطقة بوفد يتكون من خمسة اعضاء”. واشار الى ان “هذه الزيارة تزامنت مع اجتماع اللجنة التنسيقية العليا بين العراق والسعودية التي تعقد اجتماعها في الرياض، التي تتشكل من سبعة وزراء و 19 بين وكيل وزير ومدير عام ومستشار”.


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.