نازحون عراقيون يطالبون بالعودة إلى مناطقهم… ومخاوف من تفاقم معاناتهم مع قدوم فصل الشتاء
نازحون عراقيون يطالبون بالعودة إلى مناطقهم… ومخاوف من تفاقم معاناتهم مع قدوم فصل الشتاء
بغداد ـ «القدس العربي» لا تزال آلاف العائلات العراقية تسكن المخيمات على الرغم من استعادة مناطقهم منذ أشهر عدة، ومع قدوم فصل الشتاء وهطول الأمطار والبرد القارس تتفاقم معاناة النازحين في الخيام، حيث طالبوا بإعادتهم إلى منازلهم، وإعادة إعمار ما تدمر منها.
وقال المواطن، أبو أيمن لـ«القدس العربي»: «لقد تم تحرير قضاء البعاج منذ أشهر، وقد خرجنا قسراً من منازلنا وتم نقلنا إلى المخيمات دون معرفة الأسباب»، مضيفاً أن «القضاء لم يشهد معارك تذكر وتم تحريره بسهولة ولا يوجد عذر للحكومة العراقية لذا يتوجب عودتنا إلى منازلنا».
وأشار إلى «وجود مخطط يجري لتغيير ديموغرافية مناطق غرب نينوى من قبل دول إقليمية حيث يمنع عودة جميع سكانها لأسباب مجهولة»، داعياً إلى «تدخل المجتمع الدولي والضغط على الحكومة العراقية لأجل إعادتهم وإنهاء معاناتهم».
أحمد صلاح، وهو من أحد قاطني المخيمات قال، لـ«القدس العربي»: «منذ ثلاث سنوات، وهو يسكن في الخيمة نفسها، ومع هطول أولى زخات المطر على المخيم اضطر إلى الخروج من الخيمة ذات الجودة الرديئة جداً إذ لم تحمهم من المطر».
وأضاف: «نحن مقبلون على شتاء طويل وأمطار غزيرة، فكيف لي العيش وعائلتي في الخيام مع انعدام أبسط مقومات العيش وانتشار الجوع والمرض والبطالة»، لافتاً إلى أن «الحكومة قدمت وعوداً بإرجاعهم إلى مناطقهم منذ ثلاث سنوات ولكنها لم تف بوعودها».
كذلك يعتبر أبو سالم، في حديث لـ«القدس العربي» أن « هناك أطرافا متنفذة في الحكومة العراقية تفرض سيطرتها على المخيمات، وترفض إعادتنا إلى مناطقنا قبل إجراء الانتخابات»، عازياً السبب إلى نية تلك الأطراف بـ»إجبار النازحين على التصويت لصالحهم».
وكشف أن «هناك حملات بدأت في المخيمات من قبل تلك الأطراف، تدعو النازحين إلى انتخابهم مقابل إرجاعهم إلى مدنهم في حال صوتوا لصالحهم»، لافتاً إلى أن «النازحين يعيشون بأشبه ما يكون بمعتقل كبير وتحت الإقامة الجبرية، حيث يمنع خروجنا خارج أسوار المخيم إلا بموافقة الجهات المسؤولة عن المخيم».
وشهدت مدن وبلدات عراقية عمليات تغيير ديموغرافي من قبل الميليشيات والجماعات المسلحة، إذ ترفض الأخيرة عودة الأهالي بحجة عدم الأمان بالرغم من استعادة هذه المناطق منذ ثلاث سنوات. و أبرز هذه المناطق جرف الصخر ومحافظتا ديالى وصلاح الدين.
وكان مجلس محافظة صلاح الدين، قد وضع سقفاً زمنياً لانهاء ملف نازحي المدينة ينتهي في 15 تشرين الثاني/نوفمبر من هذا العام.
وحسب مقررات جلسة سابقة للمجلس، تم تحديد الخامس عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، كآخر موعد لإغلاق ملف النازحين منذ عامين ونصف العام.
ولم يصدر حتى الآن، أي بيانٍ من حكومة صلاح الدين المحلية يفيد بعودة عوائل مناطق بيجي، والعوجة، والصينية، وعزيز بلد، ويثرب، وسليمان بيك، وبعض من قرى الطوز ومناطق من جزيرتي سامراء وتكريت.
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.