​كيف سترد واشنطن على التدخل الروسي في سوريا؟

​كيف سترد واشنطن على التدخل الروسي في سوريا؟

اوباما و بوتين

لندن - ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين : تساءلت صحيفة ناشينال انتيريست الأمريكية عن طبيعة الرد الأمريكي تجاه الحشد الروسي الكبير في سوريا، مبينة أنه يشكل تحدياً خطيراً لسياسة واشنطن في المنطقة.

وقالت إنّ الرد الأمريكي يعتمد إلى حد كبير على ما تهدف روسيا إلى تحقيقه من خلال تكثيف حشودها في سوريا في الآونة الأخيرة، وإن كانت تنوي التنسيق العسكري مع الولايات المتحدة بالتوازي أم لا.

وتابعت الصحيفة: "حتى الآن، يقول معظم المعلقين الغربيين إن الاعتبارات الجيوسياسية هي التي توجه السياسة الروسية. كحد أدنى، تريد موسكو دعم الرئيس السوري المحاصر، الحليف المؤكد لها في المنطقة، كما أنها تأمل في الحصول على بعض المزايا الجغرافية السياسية للخروج من الفوضى المتزايدة في جميع أنحاء المنطقة، والتي فاقمت الشكوك بين الدول العربية الرائدة حول التزام أمريكا بأمن المنطقة وفطنتها الاستراتيجية".

ورغم أنّ موسكو تتطلع إلى بيع الأسلحة للدول العربية بدلاً من أمريكا، وخاصة للدول الكبرى مثل مصر والمملكة العربية السعودية، كجزء من تطلعاتها الإقليمية، ولكنها تركز الآن على الأوضاع المتدهورة في سوريا، التي لم تعد تؤمن البقاء على حدودها الحالية، بل سيتم إعادة رسم خريطة سوريا والمنطقة المحيطة بها، لذا فإن موسكو تكثف وجودها لضمان أن تكون مصالحها في الاعتبار في أي حساب جيوسياسي.

وعلاوة على ذلك، في المدى القصير، يكاد يكون تركيز موسكو على التهديدات أكثر منه على الفرص، فمن الواضح أنّ هدف بوتين هو مواجهة الخطر المتزايد لتهديد تنظيم "الدولة" كجزء من الدفاع عن الأسد، كما تقدر السلطات الروسية أنّ عدد المواطنين الروس الذين انضموا إلى تنظيم "الدولة "وصل إلى 2000 وقد عاد العديد منهم إلى وطنهم، وقد يقومون بعمليات إرهابية في موسكو، وفقاً للصحيفة.

وتشير الصحيفة إلى أنّ "المخاوف الأقرب إلى الحقيقة هي أنّ يكون الأسد البديل الواقعي الوحيد لموسكو؛ فالمعارضة المعتدلة قليلة العدد وسيئة التدريب، بالإضافة إلى ذلك، فإن موسكو ليس لديها الثقة بمن ترعاهم الولايات المتحدة لتغيير النظام وإحلال السلام والاستقرار أو حشد السوريين ضد المتطرفين، بدلاً من ذلك، فإنها ترى مزيداً من الاضطراب فقط كنتيجة، وبالنظر إلى السجل في العراق وليبيا فإن هذه المخاوف لها أساس من الصحة".

ومضت الصحيفة تتساءل: "فكيف ينبغي على الولايات المتحدة أن ترد؟ بالتأكيد، تحذيرات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لنظيره الروسي، لافروف، بأن تصرفات روسيا يمكن أنّ تؤدي إلى "تصعيد النزاع وإلى مزيد من الخسائر في الأرواح البريئة، وزيادة تدفقات اللاجئين ومواجهة المخاطر في محاربة تنظيم "الدولة" في سوريا"، غير كافية، كما أنّ الضغط على حلفائها لمنع تحليق طائرات الشحن العسكرية الروسية غير فعال ما دام لدى روسيا طرق أخرى".

واختتمت الصحيفة بقولها: "وأخيراً، فإن المنافسة الجيوسياسية في الشرق الأوسط مستمرة، وروسيا ستكون عاملاً مهماً لكن ليس بعيداً عن إيران التي تمارس الآن دوراً استراتيجياً وستواصل القيام بذلك مع أو من دون الدعم الروسي، من جهة أخرى فإن المملكة العربية السعودية وتركيا وإسرائيل ومصر كشركاء لأمريكا يلعبون دوراً أكبر من روسيا في تحديد معالم الشرق الأوسط الجديد. ونفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يتجاوز روسيا من حيث الحجم. ويمكن أن تلعب أمريكا دوراً حاسماً في تشكيل مستقبل المنطقة، إذا كان لديها استراتيجية، وإن كانت أمريكا تفتقر إلى هذه الاستراتيجية فإن أفعال روسيا ستجبرها على فعل ذلك".


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

واشنطن  ,   الحشد الروسي  ,   سوريا  ,