​أوضاع مأساوية في معسكرات اعتقال أقامها «حزب الله ـ العراق» لنازحين من الأنبار

​أوضاع مأساوية في معسكرات اعتقال أقامها «حزب الله ـ العراق» لنازحين من الأنبار

 النازحين

بغداد ـ «القدس العربي»: أكد نازحون من محافظة الأنبار أن ميليشيات «حزب الله العراق» تعتقل أبناءهم خلال قدومهم إلى بغداد، من دون تهمة محددة، وأنها تودعهم في معسكرات لا علاقة للجيش والشرطة بها، في وقت هددت فيه تلك الجماعة قوى سياسية انتقدت ممارساتها.

وفي لقاء لـ«القدس العربي» مع بعض النازحين من الأنبار في مخيمات العاصمة العراقية، أكدوا قيام بعض الميليشيات باعتقال المئات من النازحين من مدن الأنبار الهاربين من المعارك أثناء وصولهم إلى مشارف بغداد.

وذكر حامد عبد الجبار العبيدي، من مخيم التكية جنوب بغداد لـ«القدس العربي»، ان ابنه وابن اخيه وعددا آخر من أهالي القائم هربوا قبل أشهر من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية».

وتمكنوا ـ بعد معاناة الرحلة الطويلة عبر الصحراء، وبعد دفع مبالغ كبيرة للمهربين الذين نقلوهم ـ من الوصول إلى منطقة الرزازة قرب الرمادي التي تسيطر عليها القوات الحكومية.

وأكد العبيدي ان ابنه وأصحابه مروا على نقاط تفتيش تابعة للجيش والشرطة، فتم تدقيق أسمائهم وهوياتهم على الكومبيوتر للتأكد من أنهم «ليسوا من المطلوبين لتعاونهم مع الإرهابيين أو مطلوبين لقضايا أخرى».

ولم يجدوا أي مؤشرات أمنية ضدهم، فسمحوا لهم بالعبور إلى بغداد.إلا ان جماعة تعود لميليشيا حزب الله ـ العراق كانت تعتقل كل الشباب النازحين من مناطق الأنبار وتأخذهم إلى جهات مجهولة. وحتى الذين يكونون ضمن عائلات يتم اعتقالهم بعد أخذ النساء والأطفال إلى مخيمات النازحين.

و أشار عمر الدليمي، من مخيم الغزالية ـ غرب بغداد، للصحيفة أيضا إلى ان أحد أقربائه من الرطبة غرب الأنبار كان معتقلا في أحد السجون التابعة للميليشيات قد افرج عنه بعد دفع مبلغ كبير من المال.

وقال إنه ابلغ عائلات في المخيم بأنه شاهد أبناءهم في المعتقل الذي يديره «حزب الله ـ الثائرون» ـ بقيادة عبد الرحمن الجزائري ـ وان مكان الاعتقال، الذي يضم المئات من شباب ورجال الأنبار، يقع في جرف الصخر قرب كربلاء. كما يوجد للميليشيات مركز اعتقال أخر في معسكر المطار.

وأكد هذا الرجل المطلق سراحه ان المعتقلين يتعرضون إلى شتى صنوف التعذيب لإجبارهم على الاعتراف بعلاقتهم وتعاونهم مع تنظيم الدولة، كما يتم التعامل معهم على أسس طائفية وأنهم متعاطفون مع التنظيم. وأشار إلى موت شخصين من المعتقلين تحت التعذيب أثناء وجودهما في المعتقل.

واوضح الدليمي ان المعسكر خاضع لسيطرة كتائب حزب الله ولا سلطة للأجهزة الأمنية الحكومية عليه ولا تستطيع دخوله أي جهة رسمية عراقية او دولية.

لذا فلا أحد يعرف عدد المعتقلين الموجودين فيه او أسماءهم. كما لا يسمح للمعتقلين بالاتصال بعائلاتهم.

وتحدث الدليمي أيضا عن تعرض بعض عائلات المعتقلين إلى الابتزاز المالي من أشخاص مجهولين يتصلون بهم ويبلغونهم بمعلومات عن وجود أبنائهم في المعتقل طالبين مبالغ مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم.

وكان تحالف «القوى الوطنية» قد طالب الأحد الماضي رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بالكشف عن مصير أكثر من 2500 مواطن تم اختطافهم من قبل كتائب حزب الله في منطقتي الرزازة وجرف الصخر.

وطالب التحالف ـ في بيان أصدره عقب اجتماع هيئته السياسية برئاسة النائب الدكتور احمد المساري وبحضور ممثلي الكتل السياسية المنضوية فيها ـ رئيس الوزراء بـ«الكشف عن مصير اكثر من 2200 مواطن تم اختطافهم من قبل كتائب حزب الله في منطقتي الرزازة وجرف الصخر، وعدد يقارب ذلك في سامراء».

ودعا العبادي إلى ان يبين «مدى ارتباط هذه الميليشيات بـ»الحشد الشعبي» من عدمه باعتباره القائد العام للقوات المسلحة».


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

النازحين  ,   محافظة الأنبار  ,   ميليشيات  ,