​اجتماعات العمال الكردستاني وسليماني في العراق: تنسيق سياسي وعسكري

​اجتماعات العمال الكردستاني وسليماني في العراق: تنسيق سياسي وعسكري

حزب العمال الكردستاني

العربي الجديد - كشفت معركة الموصل العراقية واحتدامها، عن حدة الملفات المتعلقة بها. ومنها تصاعد الأزمة السياسية بين بغداد وأنقرة على خلفية الوجود التركي في شمال العراق، وتحرّك مليشيات "الحشد الشعبي" مدعومة بوحدات من الحرس الثوري الإيراني باتجاه مدينة تلعفر العراقية، ذات الغالية التركمانية، فضلاً عن التمركز الواسع لمقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي المعارض، في منطقة سنجار (70 كيلومتراً غرب الموصل). في هذا السياق، أشارت مصادر برلمانية عراقية في بغداد، إلى أنه عُقدت لقاءات واجتماعات متكررة بين قيادات حزب العمال الكردستاني وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، خلال الأيام الماضية في بغداد ومدينة حلبجة وبلدة رانية بمحافظة السليمانية، شمال العراق، التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الكردستاني، بزعامة جلال الطالباني، الرئيس العراقي السابق، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع إيران. ووفقاً لمسؤول بقوات "الأسايش" الكردية (الأمن العام) في إقليم كردستان العراق، فإن سليماني "عقد لقاءً مع زعيم عسكري وعضو بالجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، في منتجع بمدينة حلبجة. كما عقد لقاء آخر مع قيادات ميدانية في بلدة رانية، من دون معرفة فحوى تلك اللقاءات". وبيّن أن "ذلك جرى من دون علم من أربيل وبشكل غير رسمي، مع إجراء سليماني زيارات شخصية لعائلات ضباط وقيادات كردية، قُتلوا خلال معركة الموصل". وشدّد المسؤول على أن "لا شيء مؤكد حول سبب تلك اللقاءات الجديدة، لكن هناك تضارباً بين تنسيق مشترك حول ملف المسلحين الأكراد الإيرانيين، وبين أن اللقاء تمّ من أجل ملف الموصل وتلعفر".

في غضون ذلك، اعتبر عضو في البرلمان العراقي، أن "قيادات بالحشد الشعبي التقت في بغداد أحد كوادر حزب العمال، وحيد خسرو سامدان، لمناقشة ملف سنجار وطرد مقاتلي البشمركة التابعين لمسعود البارزاني من المنطقة وجبلها، فضلاً عن محور جنوب غربي تلعفر المؤدي إلى الحدود التركية". وأضاف العضو في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "اللقاءات تمّت بسبب اقتراب الحشد من مناطق تواجد العمال الكردستاني، وهناك تنسيق وتلاق في الأهداف والأفكار". ولفت إلى أن "قوات الحشد باتت على بعد 80 كيلومتراً فقط من مقر تواجد القوات التركية، ونحو 70 كيلومتراً بالنسبة لحزب العمال الكردستاني". في سياق آخر، كشف شهود عيان أن "وفداً من حزب العمال الكردستاني يتواجد في فندق الشيراتون ببغداد منذ أيام، من دون أن يخرجوا منه، لكن وفوداً مختلفة من المليشيات وقيادات بحزب الدعوة عقدت لقاءات معهم". وتأتي تلك التسريبات بعدما أعلن موقع كردي مقرب من رئيس إقليم كردستاني مسعود البارزاني، عن لقاء جمع قاسم سليماني مع رئيس منظومة المجتمع الكردستاني في حزب العمال، جميل بايك، بمحافظة السليمانية في إقليم كردستان، تناولت إشراك عناصر حزب العمال بمعركة الموصل وتزويدهم بأسلحة حديثة وأموال".

وأثار وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، قلقاً في الأوساط السياسية العراقية، لا سيما حكومة إقليم كردستان في أربيل، التي تدهورت علاقاتها بإيران خلال الفترة الأخيرة. واتهمت حكومة إقليم كردستان في بيان، الثلاثاء، الحكومة الإيرانية بالتدخل في شؤون الإقليم، مبينة أن هذا التدخّل غير مقبول". ورفض رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، وجود أية أحزاب أو تجمّعات أجنبية في العراق من دون موافقة الحكومة، مشدّداً خلال مقابلة متلفزة، على "ضرورة التوصل إلى تفاهمات لإخراج مقاتلي حزب العمال من المناطق التي يتواجد فيها شمال العراق". وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي شاخوان عبد الله، في وقت سابق، إن "وجود عناصر حزب العمال الكردستاني شمال العراق، قد يعرضها لضربات التحالف الدولي"، مؤكداً أن "المستشارين الإيرانيين زاروا محاور القتال في الموصل على متن 20 عجلة عسكرية خلال الأيام الماضية، والتقوا بقيادات في مليشيات الحشد الشعبي".


شارك الموضوع ...