​الحشد الشعبي يستفز الأكراد باقتحام الموصل

​الحشد الشعبي يستفز الأكراد باقتحام الموصل

العرب اللندنية

العرب اللندنية : استغلت ميليشيا الحشد الشعبي الشيعية احتدام معركة الموصل ضد داعش للانتشار في مناطق محررة من المدينة، في خطوة دقت جرس الإنذار غربيا خشية اندلاع مواجهات طائفية تعيدها إلى المربع الأول. وقالت مصادر عراقية لـ”العرب” إن قوات من فصائل الحشد الشعبي انتشرت على طول الساحل الأيسر من مدينة الموصل، والذي بات يخضع لسيطرة الحكومة المركزية في بغداد بعد فرار عناصر داعش على وقع معارك دامية.

وتقول مصادر عسكرية في الموصل إن مقاتلين ينتمون إلى فصيلي “النجباء” و”حزب الله” التابعين للحشد الشعبي انتشروا، خلال اليومين الماضيين، في مناطق “الصناعة” و”الانتصار”، بالتزامن مع دخول قوة تابعة “للحشد الشبكي الشيعي” الذي يقوده عضو البرلمان العراقي حنين القدو، المقرب من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، إلى 37 قرية في منطقة سهل نينوى، غرب الموصل.

وذكرت مصادر عراقية أن قوات الحشد الشعبي، تحت قيادة زعيم منظمة بدر هادي العامري، وجهاز مكافحة الإرهاب قامت باختطاف العشرات من الضباط العراقيين الذين كانوا يحملون رتبا عالية في الجيش العراقي السابق. وقالت المصادر إن هؤلاء الضباط مطلوبون للحرس الثوري الإيراني.

ولم يتضح بعد كيف تسللت قوات الحشد الشعبي إلى داخل المدينة، لكن مراقبين عراقيين قالوا إن قوات الشرطة الاتحادية هي التي سمحت للميليشيا الشيعية بالدخول إلى المناطق التي تسيطر عليها.

وأشار محلل عراقي إلى أنه “إذا كان (رئيس الوزراء) حيدر العبادي قد قال مرارا إن ميليشيا الحشد لن تكرر ما فعلته سابقا في تكريت والرمادي، فإنه وحكومته أضعف من أن يقفا في وجه قوة مدعومة من إيران ومن أحزاب طائفية تملك من النفوذ ما يهدد بقاءه في السلطة. لذلك قد يلجأ العبادي إلى الصمت، تفاديا لصدام لن يكون في صالحه”.

وقالت مصادر سياسية في بغداد إن مكتب بعثة الأمم المتحدة في العراق، والسفارة الأميركية في بغداد بدآ في جمع المعلومات عن القضية، وربما يتدخلان لحسمها.

وأضافت أن مكتب الأمم المتحدة والسفارة الأميركية فتحا، الثلاثاء، قناة اتصال مشتركة مع مكتب العبادي، للاستفسار عن موقف الحكومة العراقية من دخول قوات الحشد الشعبي إلى مركز الموصل، خلافا للاتفاق الذي ينص على دخول الجيش العراقي وجهازي الشرطة الاتحادية والمحلية فحسب.

ونفى العبادي عبر القناة ذاتها إصدار أوامر للحشد بالتقدم في الموصل، ووعد بالتحقيق فيه.

وقال مسؤول بارز في مكتب مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، لـ”العرب” إن “القيادة السياسية الكردية مستغربة من دخول الحشد الشعبي إلى مركز الموصل، في خرق صريح للاتفاق المعلن”.وأضاف أن “البارزاني يتابع هذا الملف شخصيا مع مسؤولين أمميين وأميركيين وعراقيين، ولديه وعود بإخراج الحشد الشعبي من الموصل سريعا”.


شارك الموضوع ...