ماتيس وجاووش أوغلو في بغداد: انفصال الأكراد و”الحشد” والمليشيات
ماتيس وجاووش أوغلو في بغداد: انفصال الأكراد و”الحشد” والمليشيات
العربي الجديد - تخرج الزيارة الثانية لوزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، إلى بغداد، خلال أقل من ستة أشهر من طابعها العسكري لتكتسب بعداً سياسياً بالدرجة الأولى. وكشف مسؤولون عراقيون في بغداد عن بحث ماتيس جملة من الملفات الأمنية والعسكرية والسياسية، أبرزها وضع القوات العراقية وتقويتها، وتثبيت الاستقرار في المدن المحررة حديثاً وإعادة جميع سكانها إليها بلا قيد أو شرط، ومعارضة واشنطن انفصال كردستان عن العراق، وتطور العلاقة بين بغداد والرياض. وتزامن وصول ماتيس مع إعلان وزارة الخارجية التركية عن زيارة لوزير الخارجية، مولود جاووش أوغلو، إلى بغداد، اليوم الأربعاء.
وعقد ماتيس، فور وصوله إلى بغداد على متن طائرة عسكرية أميركية، اجتماعات قصيرة مع جنرالات الجيش الأميركي في العراق وقيادات عسكرية ومسؤولين في السفارة الأميركية ببغداد. وقال مسؤول حكومي بارز، لـ"العربي الجديد"، إن "اجتماعاً مطولاً جرى بين رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ووزير الدفاع الأميركي، والذي حمل مجموعة من الملفات معه، من أبرزها وضع القوات العراقية في معركة تلعفر، وإمكانية حسم المعركة بأسرع وقت ممكن، ورفع دعم التحالف الدولي للقوات المشاركة، وتعزيز استقرار المدن المحررة من داعش، عبر إعادة جميع أهلها إليها من دون قيد أو شرط، وسحب المليشيات منها". وأكد المسؤول أن "الجانبين بحثا قضية وجود حزب العمال الكردستاني قرب تلعفر، وانتفاء الحجة لوجوده بعد زوال داعش من المدينة"، مبيناً أن "العبادي وعد بحسم هذا الملف في أسرع وقت ممكن". وتابع أنّ "الجانبين بحثا أيضاً ملف ضبط الحدود العراقية السورية بعد نهاية وجود داعش"، مشيراً إلى أنّ "ماتيس طالب العبادي بضرورة انسحاب مليشيات الحشد من الموصل وتسليم الملف الأمني إلى القوات النظامية". وأوضح أنّ "ماتيس اتفق مع العبادي على حسم هذه الملفات بأسرع وقت ممكن وعدم المماطلة فيها"، مبيناً أنّ "ماتيس وعد العبادي بتدريب واشنطن 7 آلاف مقاتل عراقي ليكونوا نواة حرس حدود مع سورية من جهة الموصل، أسوة بحرس حدود الأنبار مع سورية". وكشف أن "الاجتماع بحث ملف تطور العلاقات العراقية السعودية، والتي وصفها الوزير بالخطوة الممتازة، فضلاً عن تجديد واشنطن رفضها مشروع الاستفتاء الكردي لانفصال كردستان عن العراق ودعمها وحدة البلاد".
وكان ماتيس قد قال، قبل الزيارة، إن "تركيزنا حالياً هو على إلحاق الهزيمة بداعش داخل العراق، وإعادة فرض سيادة العراق ووحدة أراضيه". واعتبر أن "أيام داعش معدودة بالتأكيد، لكن الأمر لم ينته بعد ولن ينته قريباً"، موضحاً أن معركة الموصل "كلفت القوات العراقية أكثر من ستة آلاف جريح وأكثر من 1200 قتيل". وشدد على أن استعادة الموصل ما كانت لتحدث "من دون ثبات رئيس الوزراء العبادي في إعادة تشكيل هذا الجيش الذي كان مشتتاً في عام 2014، الجيش الذي ورثه". وأعلن مبعوث الرئيس الأميركي لدى التحالف الدولي، بريت ماكغورك، من جهته، أن "الاستفتاء (في كردستان) في هذا الوقت سيكون كارثياً للحملة ضد داعش". وأضاف "ليست الولايات المتحدة وحدها، كل عضو في التحالف يعتقد أنه ليس الوقت المناسب لإجراء هذا الاستفتاء".
من جانبه، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع العراقية، حاكم الزاملي، إن الزيارات الأميركية للعراق صارت مسألة روتينية. وأشار، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "لا توجد إملاءات أميركية على العراق بالمعنى الحرفي، لكن هناك ضغوطاً بشكل أو آخر في جوانب معينة، وواشنطن ترغب بعقود تسليح جديدة مع العراق، خصوصاً الدبابات وطائرات أف 16". وقال "بخصوص معركة تلعفر، إنه يمكن الإعلان مبكراً أن المعركة ستحسم بسرعة لصالح القوات العراقية، واليوم هناك عمليات فرار جماعية لداعش من تلعفر عبر الأنفاق باتجاه الأراضي السورية" وفقاً لقوله. وجاءت زيارة ماتيس بالتزامن مع زيارة مرتقبة لجاووش أوغلو إلى بغداد، الأمر الذي يؤشر إلى وجود ملفات مشتركة بين العراق وتركيا على طاولة البحث. وأعلنت وزارة الخارجية التركية، في بيان، أنّ "جاووش أوغلو سيلتقي خلال زيارته لبغداد بالرئيس العراقي، فؤاد معصوم، ورئيس الحكومة، حيدر العبادي، ورئيس البرلمان، سليم الجبوري، ووزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، ومن ثم سيتوجه إلى أربيل للقاء رئيس الإقليم، مسعود البرزاني، كما سيلتقي مسؤولين تركمان أيضاً". ومن المرجح أن تركز زيارة جاووش أوغلو اليوم الأربعاء على ملف "حزب العمال الكردستاني" الذي بات شرط طرده من شمال العراق المفتاح الوحيد لانسحاب القوات التركية من العراق.
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.