​صحيفة لندنية: العبادي يهدد بارزاني بـ”حرب” اقتصادية وعسكرية بدعم اميركي

​صحيفة لندنية: العبادي يهدد بارزاني بـ”حرب” اقتصادية وعسكرية بدعم اميركي

رئيس الوزراء حيدر العبادي

بغداد اليوم متابعة - كشفت صحيفة "العرب" اللندنية، الأربعاء، عن رسالة تهديد "مبطنة" من رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في حال إجراء الاستفتاء على استقلال كردستان.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، تابعته (بغداد اليوم)، ان" رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، حمل وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس رسالة (تهديد) عسكرية واقتصادية إلى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في حال إجراء الاستفتاء على استقلال كردستان".

وأضافت الصحيفة، ان " العبادي ابلغ ماتيس، الذي وصل إلى بغداد، امس الثلاثاء، في زيارة مفاجئة، أن "الحكومة الاتحادية تفكر في اتخاذ إجراءات عسكرية واقتصادية، بشأن التعاون مع إقليم كردستان، شبه المستقل، في حال أجرت سلطاته استفتاء يمهّد لإعلان الدولة الكردية".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في مكتب العبادي، إن "رئيس الحكومة العراقية ووزير الدفاع الأميركي اتفقا خلال الاجتماع على رفض الاستفتاء الكردي على الاستقلال".

وأضاف المسؤول، إن "وزير الدفاع يحمل رؤية واضحة بشأن الاستفتاء الكردي وما يمكن أن يؤدي إليه من تعقيدات، في حال أصرت سلطات إقليم كردستان على إجرائه".

وكشف المسؤول بحسب الصحيفة، أن "العبادي لوح أمام ماتيس بإجراءات عسكرية واقتصادية في حال أصر إقليم كردستان على إجراء الاستفتاء".

واستطرد قائلا ان "العبادي ربما يدرس تعليق التعاون بين القوات المسلحة العراقية وقوات البيشمركة الكردية، فضلا عن إعادة تقييم إجراءات العبور الشخصي والتبادل التجاري، بين كردستان والمنطقة العربية المجاورة له”، التي تخضع لسلطات الحكومة الاتحادية".

الى ذلك رفض المسؤول العراقي التعليق على ما إذا كانت "أفكار العبادي حظيت بدعم ماتيس، لكنه قال إن "الوزير الأميركي تعهد بمصارحة الأكراد بموقف واشنطن الرافض للاستفتاء في الوقت الحالي، وسيبلغهم رسميا نية بلاده تعليق مساعدتها العسكرية لقوات البيشمركة الكردية".

وقال مسؤول أميركي إن "ماتيس سيحث البارزاني رئيس الإقليم الكردي، المتمتع بالحكم الذاتي، على إلغاء الاستفتاء المؤمل إجراؤه في الخامس والعشرين من سبتمبر المقبل".

وأجرى ماتيس في أربيل محادثات مع البارزاني الذي يعتزم المضي قدما في تنظيم الاستفتاء رغم دعوات داخلية وخارجية لتأجيله.

وقال المبعوث الأميركي للتحالف الدولي ضد داعش بريت ماكغورك إن الوقت غير مناسب لعقد هذا التصويت، وأضاف أن “استفتاء في هذا الوقت سيكون كارثيا بالنسبة للحرب على داعش".

وتخشى الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى أن يشعل الاستفتاء صراعا جديدا مع بغداد، وربما مع دول مجاورة، بما يحول الأنظار عن الحرب الدائرة على داعش في العراق وسوريا.

ويرغب الطرفان، الكردي والعربي، في الخروج من معركة الاستفتاء رابحين. فالعبادي الذي استثمر مسألة الحرب على الإرهاب بنتائجها، التي اعتبرت إيجابية من قبل الولايات المتحدة، لصالحه وإظهاره منتصرا يخطط للاستفادة من إفشال الاستفتاء في معركته ضد خصومه الشيعة في الانتخابات.

واصطدم الأكراد بالاعتراض الأميركي الذي توج الاعتراضين الإيراني والتركي. وتقول مصادر إن المسؤولين الأكراد يفكرون اليوم في الخروج من المأزق بتعويضات مالية، هي في الحقيقة دافعهم الأساس للتلويح بورقة الانفصال.

واعتبر مراقب سياسي عراقي أن "ماتيس مقنع للطرفين من جهة قدرته على تقريب وجهات النظر من أجل إقامة معادلة ستكون على حساب الطرف السني المهزوم بسبب شبهات الإرهاب التي تم تحويلها من خلال داعش إلى أمر واقع".

واضاف المراقب بحسب الصحيفة، "ما لوّح به العبادي من إجراءات عسكرية واقتصادية لا يعبر عن حقيقة موقف رئيس الوزراء الساعي إلى شراء رضا الأكراد، على الأقل حتى الانتخابات القادمة، وهو ما يعرفه الأكراد جيدا ويسعون من خلاله إلى ممارسة الضغط من أجل الخروج بربح يكون مقنعا للرأي العام الكردي، الذي صار يضيق بالأزمات الاقتصادية التي تعصف بالإقليم الجاري الحديث عن استقلاله، من غير أن يعكس ذلك الاستقلال ازدهارا اقتصاديا ".

وتابع ان" حكومة الإقليم لا تزال تنتظر أن تغير حكومة بغداد موقفها من مسألة استحقاقات الإقليم المالية المتوقفة".

واشار الى انه "ليس مستبعدا أن يشرف ماتيس على صفقة لن تحرج الطرفين، في ظل رغبة أميركية حقيقية لاستبعاد ميليشيا الحشد الشعبي من المسألة باعتبارها لا تزال من اختصاص السياسيين". على حد قوله

ولأن الزج بالحشد الشعبي في ذلك الصراع السياسي يعبر وبطريقة لا لبس فيها عن وجهة نظر إيرانية، فإن الأكراد سيطلبون ضمانات طويلة الأمد من أجل ألا يقع ذلك التدخل، وهو ما سيقدمه رئيس الوزراء العراقي من غير أن يكون متأكدا من قدرته على تنفيذه.

واعتبرت مصادر سياسية في بغداد بحسب الصحيفة، أن "زيارة ماتيس في هذا التوقيت تستهدف تعزيز دور العبادي في الداخل، والحث على مواصلة العمل الهادئ الذي يستهدف عزل إيران عن التأثير في مجريات القرار العراقي".

ويرى مراقبون أن "توقيت زيارة وزير الدفاع الأميركي، يعكس اهتمام الإدارة الأميركية بالملف العراقي، الذي يشهد تحولات متسارعة، أبرزها تطورات الحرب على تنظيم داعش، ونوايا أكراد العراق بشأن الاستقلال".

وتمنح زيارة ماتيس إلى بغداد، العبادي زخما سياسيا كبيرا، بوصفه الشريك الأقوى للولايات المتحدة في العراق.

ونقلت الصحيفة عن سياسي عراقي من العاصمة بغداد (لم تكشف عن اسمه)، ان " هناك رغبة أميركية واضحة في تعزيز دور العبادي على رأس القوات المسلحة العراقية التي تعمل على استعادة قضاء تلعفر"، آخر معاقل داعش في محافظة نينوى.

وأضاف إن "إصرار أطراف عديدة على المشاركة في عملية تلعفر، ربما يتسبب في مشاكل ميدانية للعبادي، لذلك يعتقد الأميركيون أن عليهم تعزيز دوره، بالدعم السياسي والعملياتي".

وأضاف أن "الأميركيين حريصون على تحييد الدور الإيراني، متمثلا بفصائل موالية لطهران ضمن قوات الحشد الشعبي، المنتشرة في محيط تلعفر"، موضحا أن "هذه الفصائل لم تخض حتى الآن قتالا مهما في معركة تلعفر، إذ تضطلع القوات النظامية، وفصائل الحشد الموالية لمرجعية آية الله علي السيستاني في النجف، بالدور الأكبر".على حد تعبيره


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.