صحيفة سعودية: لهذه الأسباب أصر بارزاني على الاستفتاء في هذا التوقيت .. هناك سران كبيران
صحيفة سعودية: لهذه الأسباب أصر بارزاني على الاستفتاء في هذا التوقيت .. هناك سران كبيران

بغداد اليوم: متابعة - ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، ان رئيس حكومة إقليم كردستان استغل الوضع الإقليمي والظروف التي تمر بها المنطقة، وامضى في مشروع الاستفتاء، لافتة الى ان رد الفعل الإقليمي والدولي كان "معاديا بشدة".
وقالت الصحيفة في مقال للكاتب، سمير عطا الله، "انا ضد جميع أنواع وأشكال الانفصال والتقسيم، سواء كان متمدنا حضاريا ، كما بين تشيكيا وسلوفاكيا، أو همجيا، كما حدث في يوغوسلافيا. ومن هنا لا أستطيع، من حيث المبدأ، أن أكون مع انفصال كردستان العراق، برغم التقدير الإنساني لسائر الظروف المحيطة بالمسألة، وللحروب التي تعرضت لها من بغداد بالطائرات والقاذفات والكيماويات".
واوضح الكاتب، "لم أفهم لماذا قرر الرئيس بارزاني الدعوة إلى استفتاء الاستقلال الآن. والأرجح أنه أراد استغلال سرين اولهما الوضع الإقليمي والثاني التهاوي الدولي، وغيرهما من «الملائمات» المتوافرة. وفي أي حال، كان رد الفعل الإقليمي والدولي معاديا بشدة".
وأشار الى انه لكل فريق "فريق في هذه الخريطة المعقدة أيضا ظروفه ومخاوفه، بدءا بالجمهورية التركية، وثم إيران، وبعدها سوريا. وأي إنسان يفهم رد فعل الحكومة المركزية في بغداد، وحقها في الاعتراض وقراراتها السيادية ضد الانشقاق، وخوفها من العدوى. لكن الذي لا يفهم أن تتصرف تركيا وإيران وكأن سيادة العراق تابعة لمخافر الحدود في البلدين".
وأوضح، " ً طبعا هناك اتفاقات موقعة بين بغداد وأنقرة حول المسألة الكردية، المتداخلة بين البلدين. وهناك مبرر للخوف من تبعات الانفصال في المنطقة برمتها. وما يبدأ باستفتاء في أقلام الاقتراع، قد يتحول إلى حريق واسع في منطقة لا تفرق بين الحرب وشاي الساعة الخامسة". وبين "كل هذا لا يمنع أن تصرف إيران وتركيا إهانة سياسية للعراق قبل كردستان. هذه، حتى الآن، مسألة سيادية داخلية.
وقد كان في إمكان بغداد أن تبدأ بمعالجتها منذ سنين. ليس بمنح الأكراد منصبا احتفاليا، بل بمحاولة دمجهم في عمق الدولة التي طالما تجاهلتهم واضطهدتهم. حاول حزب العدالة والتنمية منذ مجيئه، أن يمنح الأكراد بعض الحقوق البسيطة، لكن أكراد المنطقة ظلوا بصورة عامة، بلا أي ترضية وطنية معتبرة".
وتساءل الكاتب، " ً أليس مقلقا هذا المشهد المتكرر: جميع القوى المعنية تزمجر دفعة واحدة ضد الأكراد، وما من عرض بالوساطة؟ ما من مشروع لحل مرض ؟ فورا اتجهت بغداد، كالعادة، نحو العقاب بدل أن تستنفد أولا جميع سبل الحلول الوطنية؟".
واردف، " ً نتعامل جميعا مع المسألة وكأن القضية الكردية مفاجأة بدأت أمس، وليست موضوعا عمره من عمر المنطقة.
إن الأكراد يستغلون اليوم فرصة الزلزال الجغرافي والسياسي لكي يخرجوا من إطار الدولة العربية. ويجب أن نعرض عليهم ما يغريهم بالبقاء، المواطنة، مثل الدين، لا تكون بالإكراه".
وختم الكاتب مقاله، قائلا " ً بدل أن يكون استفتاء أربيل بابا لحرب أخرى، فلنجرب لمرة، الحلول التي لا جثث فيها ولا دماء ولا استقواء ولا غطرسة ولا جاهلية".
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.