​النزوح والاختطاف ينذران بنتائج انتخابات مقلقة لسُنة العراق

​النزوح والاختطاف ينذران بنتائج انتخابات مقلقة لسُنة العراق

رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي رعد الدهلكي

شفق نيوز/ شهران ونصف الشهر فقط تفصل العراقيين عن التوجه إلى صناديق الاقتراع لانتخاب البرلمان تمهيدا لتشكيل الحكومة الجديدة، في ظل استمرار نزوح ملايين الأشخاص. ومع قرب إجراء الانتخابات، تبقى مخاوف عدم قدرة النازحين، على الإدلاء بأصواتهم، قائمة، ما قد يؤثر على النتائج النهائية في الانتخابات. ويقول رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي رعد الدهلكي، إن 3,408,141 نازحا فقط عادوا إلى منازلهم، وهم يشكلون 41 في المئة من مجموع النازحين. بينما تقول الحكومة العراقية إن 7.5 مليون نسمة نزحوا في البلاد (من أصل 37 مليونا) عاد نصفهم إلى منازلهم حتى الآن.

خارطة طريق عودة النازحين

ويتهم الدهلكي الحكومة بالتلكؤ في عمليات إعادة النازحين، بالرغم من وجود قرار برلماني، يلزمها باتخاذ جملة من الإجراءات قبيل إجراء الانتخابات. ويضيف أن البرلمان صوت على خارطة طريق ملزمة للحكومة لإعادة النازحين، تضم 11 بندا، أولها وأهمها، تشكيل تحالف مؤسساتي لجميع الوزارات الخدمية والأمنية. مهمة ذلك التحالف، وفق الدهلكي، اتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة النازح إلى مناطقهم بتوفير المناخ المناسب للعودة. ويشير إلى أنه كان من المفترض قيام التحالف المؤسساتي بتقديم تقارير نصف شهرية إلى رئيس الوزراء (حيدر العبادي) ورئيس مجلس النواب (سليم الجبوري) بشأن ما يتم إنجازه. ومضى قائلا: "مع الأسف الحكومة لم تلتزم بهذا القرار وهو ما رسخ لدينا فكرة بأن الحكومة غير جادة بشأن تهيئة ظروف عودة النازحين". وقبل أشهر اتهمت مفوضية حقوق الإنسان العراقية (مستقلة مرتبطة بالبرلمان) أحزابا، لم تسمها، بالعمل على إعادة النازحين قسرا لمناطقهم لضمان مشاركتهم في الانتخابات. وتتخوف الأطراف السنية من أن تؤثر عدم مشاركة النازحين في الانتخابات على حظوظهم في البرلمان المقبل، والحكومة الجديدة.

عودة قسرية لنازحين

ولم يخف الدهلكي وجود ضغوط على النازحين للعودة إلى مناطقهم في ظروف غير ملائمة، قائلا: "تم الوقوف من جانبنا على عودة قسرية للنازحين في بعض مناطق محافظة الأنبار (غربا) وبغداد". وأوضح أن هناك مخاطبات رسمية صادرة من قبل قيادات أمنية (لم يسمها) تم فيها وضع مهل زمنية بغلق مخيمات دون الاهتمام إلى مصير النازح الذي سيخرج من هذا المخيم أو ذاك. وأضاف: "أبلغنا رئيس الوزراء (العبادي) بذلك، وكان رافضا لهذه الإجراءات ووعد بمنع هذه الحالات لأنها مرفوضة جملة وتفصيلا". من جانب آخر، فإن ثمة نازحين سنة حكم عليهم بالتهجير الإجباري في مناطق جرف الصخر (تبعد حوالي 60 كم جنوب غربي العاصمة وتقع في محافظة بابل) وفي محافظة ديالى (شرقا)، وفق الدهلكي. بحسب "الاناضول" وعزا الدهلكي أسباب عدم تمكنهم من العودة لمنازلهم، إلى سعي أطراف سياسية (لم يسمها) تحمل أجندات أجنبية لتغيير ديموغرافية تلك المناطق. إلى جانب مخاوفهم من "أجنحة عسكرية" تنتشر في مناطقهم، في إشارة إلى الفصائل الشيعية المسلحة. لكنْ ثمة أسباب أخرى، يعتقد الدهلكي أنها ثانوية، وتتمثل في "النزاعات وعمليات الانتقام العشائرية بين أبناء المحافظة الواحدة".

4 آلاف سني مختطفون

وانتقل الدهلكي إلى ملف، يرى أنه لا يقل خطورة عن الملفات الأخرى، وهو ملف المختطفين السنة، والذين شكل البرلمان لجنة مؤقتة لمتابعة أمرهم، إلا أنها لاقت صعوبات كبيرة لأداء مهامها. ويقول الدهلكي إن "الأرقام الرسمية تشير إلى اختطاف 4 آلاف سني على مدى السنوات القليلة الماضية. لكن نعتقد أن عددهم أكبر بكثير". ويتهم السياسيون السنة ومنظمات معنية بحقوق الإنسان، بينها "هيومن رايتس ووتش" قوات الحشد الشعبي بالوقوف وراء اختطاف المدنيين السنة خلال الحرب ضد تنظيم "داعش". ويوضح الدهلكي أن اللجنة، التي شكلها البرلمان، كانت مهمتها الكشف عن مصير الأعداد الحقيقية، لكن لم يقدم لها أي تسهيلات من قبل الحكومة لكشف الحقائق. وختم بالقول: "هذا حال أغلب اللجان التي تتشكل في دولة سلطة لا دوله مؤسسات". وتبلغ أعداد من لهم حق التصويت في الانتخابات العراقية 24 مليونا، بحسب مفوضية الانتخابات.‎


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.