فورين بوليسي: شركة صيانة “الابرامز” انسحبت من العراق.. والحملة ضد داعش في خطر
فورين بوليسي: شركة صيانة “الابرامز” انسحبت من العراق.. والحملة ضد داعش في خطر

بغداد اليوم _ متابعة كشفت مجلة فورين بوليسي الامريكية عن سحب الشركة القائمة على صيانة دبابات الابرامز التي اشتراها العراق من واشنطن للعديد من موظفيها بعد "استيلاء" فصائل في الحشد الشعبي على عدد من تلك الدبابات، على الرغم من استعادة بغداد لـ7 دبابات من أصل 9 كانت بحوزة تلك الفصائل، فيما حذرت من تعرض حملة القوات العراقية ضد داعش للخطر بسبب توقف العديد من الدبابات عن العمل وحاجتها للصيانة. وقالت المجلة في تقرير لها، إن "الشركة الأميركية القائمة على صيانة الدبابات العراقية أميركية الصنع من طراز (إم 1 إيه 1 أبرامز) سحبت العديد من موظفيها من العراق، بعد أن انتهى المطاف بـ 9 من الدبابات على الأقل في يد الفصائل التابعة لإيران"، لافتة الى أن "العديد من ُ الدبابات العراقية أصبحت الآن متوقفة عن العمل بسبب الحاجة إلى الصيانة، مما قد يُ عرض َّ الحملة التي تشن ً ها البلاد حاليا ُ ضد مقاتلي تنظيم داعش إلى الخطر". وأضافت، أنه " ٍ بينما انسحبت داعش من مناطق واسعة في العراق كانت تسيطر عليها في وقت وحلفائها"، مشيرة الى ان " ٌ هجوم لداعش بالقرب من مدينة الحويجة العراقية، في منتصف ُ من الأوقات، ت ُ واصل مجموعات م ّ تنقلة من المسلحين شن ٍ هجمات على القوات العراقية شباط الماضي حصد 27 ً قتيلا من أفراد الفصائل التي تقاتل بجانب الجيش العراقي". وتابعت فورين بوليسي، أن "العراق اشترى 140 دبابة من طراز (إم 1 (التي يبلغ وزن الواحدة منها 63 ً طنا، مقابل 2 مليار دولار في عام 2008 ،من أجل إعادة تجهيز بعض الوحدات المدرعة ً التي كانت تستخدم سابقا ٍ دبابات ُّ سوفيتية الص َ نع دمر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الكثير منها، عندما تم غزو العراق عام 2003 ،"بحسب المجلة الأميركية. وأشارت المجلة الامريكية الى أن "وزارة الدفاع الأميركية توسطت عام 2012 في اتفاقية يقوم الأبرامز بالاعتناء بالدبابات العراقية، وإصلاح أضرار المعركة، وتدريب الميكانيكيين العراقيين على إصلاح الدبابات بأنفسهم"، مؤكدة أن "الجيش الأميركي دفع لشركة جنرال ديناميكس 320 مليون دولار". وتابعت، أنه "في أواخر كانون الأول 2017 ،غادر معظم المقاولين من شركة جنرال ديناميكس ً العراق فجأة". و َّ نقلت فورين بوليسي، عن أحد المقاولين بشرط عدم ذكر اسمه، لأن ً ه ليس مخولا له التحدث إلى ُ ِبل َّ غنا بأن حكومة الولايات المتحدة أوقفت البرنامج حتى ذلك الوقت الذي وسائل الإعلام، قوله :"أ نسترجع فيه العدد القليل من دبابات إم 1." و َّ أضاف، أن " ٍ عشرات من الدبابات العراقية من طراز (إم 1 (ليست جاهزة للمعركة" حاليًّا"، لافتا الى أن " ً هذا يمثل انخفاضا ً كبيرا في القوة النارية للجيش العراقي". إمكانات الدبابة إبرامز وبحسب المجلة الأميركية "كانت دبابات (إم 1 ً (التي تستوعب طاقما من أربعة أفراد، وبها مدافع عيار 120 ملم في خضم المعركة، عندما اجتاحت داعش شمال غربي العراق في صيف عام 2014 ،"مشيرة الى أن "داعش استولت على عدة دبابات من طراز إم 1 ،وهو الأمر الذي أجبر الطائرات الحربية الأميركية على استهدافها في الضربات الجوية". وأوضحت أن " ٌ دبابات أخرى من طراز (إم 1 َ (قادت هجوم ُ العراق المضاد المدعوم من الولايات المتحدة في عام 2015 ،"مبينة أنه "في نيسان 2016 ،احتفل ستيف وارن العقيد في الجيش الأميركي والمتحدث باسم التحالف في بغداد بطاقم دبابة (إم 1 ،(يُ طلق عليها لقب (الوحش)، شاركت في معارك عنيفة في مدينة هيت العراقية، بحسب المجلة الأميركية". ولفتت فورين بوليسي، الى أنه "منذ عام 2015 ،ظهرت 9 دبابات على الأقل من طراز (إم 1 (في ُ ترسانات العديد من الفصائل الموالية لإيران، التي كانت تحارب داعش إلى جانب الجيش العراقي، ً وفقا لتقرير ربع سنوي من المفتش العام في لجهود الحرب الأميركية في العراق وسوريا، الذي صدر في شباط"، مشيرة الى أنه "وفي نون الثاني من عام 2015 ،انتشر مقطع فيديو يُ ظهر دبابة من طراز (إم 1 ً (ترفع علم كتائب حزب الله، التي صنفتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، فيما أظهر مقطع فيديو آخر، في شباط 2016 ،دبابة من طراز (إم 1 (ترفع علم كتائب سيد ٌ الشهداء، وهي فصيل أخر له صلات بإيران"، وفقا للمجلة. وتابعت المجلة، انه "في شباط عام 2018 ،اعترف الجيش الأميركي ووزارة الخارجية الأميركية ً أخيرا َّ بأن ٍ قوات مؤيدة لإيران كانت تستخدم دبابات (إم 1 ،(حيث استولت الفصائل على بعض ً الدبابات من داعش، بعد أن كان التنظيم قد استولى عليها من الجيش العراقي، وذلك وفقا لما ُ قاله متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية للمجلة". وأكدت، أن "واحدة من دبابات (إم 1 ٍ (قاتلت في صف الفصائل الموالية لإيران في مناوشات مع القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في مدينة كركوك العراقية"، مبينة أنه "في تشرين الأول 2017 َّ ، تمك َّ ن الأكراد من تعطيل الدبابة، لكن الدبابة المحترقة سرعان ما ظهرت في منشأة شركة جنرال ديناميكس في العراق" ً ، وفقا للمجلة. المسؤولية يـتحملها العراق و َّ نقلت فورين بوليسي، عن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية قوله، إن "السلطات ُ العراقية م ُ لزمة، باعتبارها م ُ ستفيدة من معدات الدفاع أميركية المنشأ، بالالتزام بمتطلبات ُ الاستخدام النهائي كما هو م ُ بين في الاتفاقات المبرمة مع حكومة الولايات المتحدة". و َّ أضاف أن "بغداد تمكنت من استعادة عدة دبابات". و َّ قال متعهد شركة جنرال ديناميكس، في أواخر شباط، بحسب المجلة الامريكية، إن "دبابتين ً فقط لا يزال مصيرهما مجهولا َّ ، إلا أن عودة 7 من الدبابات المفقودة الـ9 على ما يبدو لم تكن كافية لإرضاء وزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون". و َّ أضاف المتعهد، إنه " َّ في كانون الأول، زاد الضغط الأميركي على العراقيين، إلا أن العراقيين َّ كانوا يعتقدون أن الأميركيين كانوا يخدعونهم". وتابع بالقول: " ٍ تحدثنا عدة مرات ً أسبوعيا مع الجيش العراقي ووزارة الدفاع العراقية، ولم َّ يصدقوا أن ٍ نا سنغادر حتى الأيام العشرة الأخيرة بشكل أساسي"، بحسب المجلة الأميركية. وتابعت المجلة الامريكية، أنه "من الناحية الفنية، لا يزال اتفاق الجيش الأميركي مع الجيش العراقي لتوفير المقاولين من أجل صيانة الدبابات ساري المفعول". ونقلت عن متحدث باسم التحالف قوله، : "لا يزال برنامج صيانة دبابات إم 1 أبرامز لقوات الأمن ً العراقية فعالا ً حاليا، ولا توجد خطة لوقف هذا البرنامج في المستقبل القريب"".
جهود الصيانة طي النسيان
وبحسب المجلة الأميركية فأن بـ" َّ النسبة لكل الأغراض العملية، فإن جهود صيانة الدبابات ستبقى في طي النسيان حتى يستعيد العراقيون آخر دبابتين من طراز (إم 1 (من الفصائل". و َّ نقلت فورين بوليسي، عن المقاول الأمريكي قوله إنه "في الوقت الحالي، يوجد 10 موظفين فقط من شركة جنرال ديناميكس في العراق ضمن برنامج (إم 1 ،"(موضحا أن "مهمتهم الوحيدة ُ هي حماية عشرات الدبابات المكسورة والم ُ تضررة من المعارك التي ستظل م َّخزنة دون استخدام". و ٌ رفض متحدث باسم شركة جنرال ديناميكس التعليق على هذه المسألة، بحسب المجلة التي أشارت الى أن "السفارة العراقية في العاصمة الأميركية واشنطن لم ترد على طلب التعليق". وأعرب المتعهد عن اعتزازه بعمله في العراق، وفقا للمجلة الامريكية. و َّ نقلت فورين بوليسي، عن المتعهد قوله، إن "فريقه أعاد بناء معظم الدبابات العراقية من طراز (إم 1 ،(التي يبلغ عددها 140 دبابة، نحو ثلاث مرات"، مشيرا الى أنهم "أصلحوا دبابة بعد انفجارها، في 20 دقيقة فقط، وأعادوا إرسالها إلى المعركة". و َّ أضاف، بحسب المجلة، إن " ٍ الجيش العراقي لا يستطيع صيانة الدبابات دون مساعدة أميركية، َّوإن نصف عدد دبابات العراق من طراز (إم 1 ً (في انتظار الإصلاحات حاليا".
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.