​تقرير امريكي: الحلول والخيارات تنفد امام العبادي وغموض يحيط بدور الصدر

​تقرير امريكي: الحلول والخيارات تنفد امام العبادي وغموض يحيط بدور الصدر

 صحيفة

شفق نيوز/ نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية موضوعا تحت عنوان "الاحتجاجات في العراق تتصاعد.. لماذا؟" سلطت فيه الضوء على الاحتجاجات التي انتشرت في مختلف أنحاء المحافظات الجنوبية بالعراق، وشهدت أحداثًا غير مسبوقة من اقتحام مباني عواصم المقاطعات، وتعرّض مكاتب الأحزاب السياسية والميليشيات للهجوم والحرق. وقالت الصحيفة: هذه هي مناطق العراق الشيعية التي ساهمت بشكل كبير في مواجهة الدولة الإسلامية، لقد قامت النخب السياسية التي هيمنت على نظام ما بعد عام 2003 بإضفاء الشرعية على حكمها من خلال المطالبة بتمثيل وتعزيز مصلحة هذه الدائرة المهمشة سابقًا. ومع ذلك، في الانتخابات الأخيرة، سجلت هذه المحافظات أقل نسبة إقبال، وفي الوقت الذي هاجم فيه المتظاهرون مكاتب أقوى الميليشيات في العراق، وردت أنباء عن قيام مسلحين من الميليشيات بإطلاق النار على المتظاهرين.

لقد كان الخطاب المنبثق من هذه المجموعات مثيرًا للقلق، واحتمال تصاعد الاحتجاجات وعنف بين المحتجين وقوات أمن الدولة، والميليشيات المدججة بالسلاح يلوح في الأفق. وأوضحت الصحيفة، أن انفجار الاحتجاجات في الجنوب لا يشكّل مفاجأة، فقد شهدت تلك المناطق نشاطًا احتجاجيًا خلال العام الماضي، بلغ أكثر من 260 حدثًا احتجاجيًا منفصلاً، واتخذت أشكال مختلفة، بعضها تكرر في منطقة معينة، وبعضها الآخر كانت على نطاق واسع وتضم أحيانًا آلاف المتظاهرين. ومن نوفمبر 2017 حتى أبريل، على سبيل المثال، كانت هناك مظاهرات غاضبة تعارض إصلاحات رئيس الوزراء في قطاع الكهرباء، والتي كانت تُنظر إليها على أنها خطة خصخصة لرفع التكاليف. وفي يونيو، لاحظت مستويات قياسية من العنف والنشاط الاحتجاجي في جميع أنحاء الجنوب، وكان هناك ما يقرب من مظاهرة واحدة تحدث كل يوم، وغالباً ما ترتبط بالعوامل الأساسية، ومن بنيها الفشل في توفير الكهرباء خاصة خلال درجات الحرارة القصوى في الصيف، وفي بداية يوليو، تفاقمت المشكلة أكثر عندما قطعت إيران إمدادات الكهرباء عن العراق، وترك النقص للعديد من العراقيين بضع ساعات فقط من إمدادات الكهرباء.

وأشارت الصحيفة إلى أن تاريخ الطبقة السياسية من الوعود الكاذبة بشأن الإصلاح كبيرة، وبالتالي فإن بياناتهم المصممة لإرضاء المحتجين تفتقر إلى المصداقية، لكن لا توجد حلول سريعة متاحة لرئيس الوزراء حيدر العبادي، ما يقرب من 60 % من السكان دون سن الخامسة والعشرين، ونظام التعليم العالي في العراق لا يجهز مجهزة للعمل، ومع ذلك، تم تقليص ميزانية القطاع في السنوات الأخيرة بسبب انخفاض أسعار النفط. وفي غضون ذلك، يطالب العديد من المتظاهرين بالوظائف في قطاع الطاقة، الذي يعمل فيه فقط 4 % من القوى العاملة العراقية، واستهدف المتظاهرون العمال الأجانب، لكن الكثير منهم يفتقرون إلى المهارات اللازمة للقيام بأية أدوار أساسية. شركات النفط غير راغبة في توظيف وتدريب السكان المحليين، فهم يعتبرون البصراويون مزعجين، ويرغبون في تجنبهم قدر الإمكان. وأوضحت الصحيفة، أن الخيارات أمام العبادي تنفد بسرعة، والمظالم التي تدفع هذه الاحتجاجات تتطلب معالجة تحديات عميقة الجذور تصيب الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في العراق. ولا يزال هناك غموض يحيط بدور مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي الشعبي، وهو الممثل السياسي الرئيسي الوحيد الذي لديه الدافع والوسائل لإعطاء المظاهرات التنظيم السياسي الأوسع، ومع ذلك ظل حتى الآن حذراً، حيث أعرب عن دعمه للمتظاهرين دون أن يطلب من مؤيديه الانضمام للمظاهرات، وإذا تغير هذا، فإن العراق سيقع في مأزق أكثر خطورة.


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.