​”الخليج أونلاين” يكشف أحداث الليلة الأخيرة لـ”داعش” بالفلوجة

​”الخليج أونلاين” يكشف أحداث الليلة الأخيرة لـ”داعش” بالفلوجة

داعش

الخليج أونلاين - حتى يوم الاثنين الماضي، كان لتنظيم الدولة بقية من عناصر في الفلوجة (62 كم غرب العاصمة العراقية بغداد) لا يتجاوز عددهم 15 مقاتلاً، وقد سبقهم عدد من أقرانهم بالهرب نحو الصحراء الغربية للبلاد.

وبحسب مصدر مطلع في بغداد، تحدث لـ"الخليج أونلاين"، فقد وقعت اشتباكات بين عناصر من التنظيم، كانوا في طريقهم إلى الهرب من الفلوجة، وعناصر قوات حزب الله العراقي والحشد العشائري (قوات من سكان محافظة الأنبار التي تتبع لها مدينة الفلوجة)، وتمكن عناصر حزب الله والحشد من قتل عدد من عناصر التنظيم، ليتدخل على إثره الطيران المروحي العراقي موجهاً ضربات مركزة نحو رتل ضم عناصر "التنظيم" وعدداً كبيراً من المدنيين ما أسفر عن تدميره بالكامل، وقتل من بقي من مقاتلي "التنظيم".

وقال المصدر، طالباً عدم التصريح عن اسمه: إنه "كان آخر من بقي في الفلوجة مدنيون يبلغ عددهم نحو 400 شخص، بالإضافة إلى عناصر من داعش لا يتجاوز عددهم 15 مقاتلاً"، موضحاً أن "المدنيين رفضوا مغادرة مدينتهم والهروب منها عند بدء المعركة كما فعل بقية السكان؛ خوفاً من الوقوع بيد المليشيات، التي تَكَشّف أنها تقوم بعمليات قتل وتعذيب للهاربين من الفلوجة".

وأضاف: "عقد عناصر داعش اتفاقاً مع القوات العسكرية التي تحاصرهم، وتم الاتفاق على خروج عناصر داعش برفقة المدنيين نحو مكان مجهول على ألّا يتعرضوا إليهم"، مستطرداً بالقول: إن "قوات من حزب الله ومقاتلين في الحشد العشائري من قبيلة البوعيسى، تعرضوا للرتل عند خروجه من بين البساتين. كان ذلك بعد منتصف ليلة الأربعاء الماضي (2016/6/29) وحصل اشتباك عنيف تبعه قصف لمروحيات الجيش العراقي، استهدف رتل العجلات التي يقدر عددها بسبعين عجلة".

وأضاف: إن "الرتل الذي انسحب من منطقة النساف التابعة لناحية الحصي، التي تحاصرها القوات العراقية منذ عدة أيام كان يتقدمه نحو أربع سيارات لداعش، في حين كانت البقية للمدنيين من الأهالي وبينهم عدد كبير من النساء والأطفال".

وأكد المصدر أن "قوات حزب الله وعشيرة البوعيسى رفضوا الانصياع لأوامر عسكرية عراقية بالانسحاب، وإفساح المجال أمام الرتل للخروج، بحسب الاتفاق بين داعش والقوات العراقية؛ ما أدى إلى تدمير عدد محدود من العجلات في البداية، ومقتل من كان فيها، إضافة إلى قتل عدد كبير من عناصر حزب الله الحشد العشائري، وانسحاب من تبقى منهم".

وبين أن "معلومات وصلت إلى قيادة وزارة الدفاع حول هروب عناصر داعش، بعد اتصالات مكثفة من قبل حزب الله وتوجيههم تهديدات لقيادات عسكرية كبيرة في القوات العراقية؛ وهو ما أدى إلى إرسال الوزارة طائرات مروحية مقاتلة لضرب الرتل".

وتابع المصدر: "بعد انسحاب مقاتلي حزب الله والحشد العشائري؛ بسبب المواجهة الشرسة لمقاتلي داعش، تمكن الرتل من استئناف مسيره، لكنه تعرض إلى هجوم آخر في منطقة المكَسر القريبة من صحراء الرزازة، نفذته مروحيات وتمكنت من إبادة كل ما تبقى من العجلات، ومقتل كل من كان فيها بمن فيهم النساء والأطفال".

إلى ذلك قال اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، قائد عمليات الأنبار بالجيش العراقي، إن قوات بلاده، ومقاتلي العشائر المساندة لها استعادوا، اليوم الخميس، آخر معاقل تنظيم الدولة جنوبي الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار، غربي البلاد.

وأوضح المحلاوي، في تصريح لوكالة لأناضول، أن "منطقة الحصي (5 كم جنوبي الفلوجة)، تعتبر من أهم معاقل تنظيم داعش خارج مركز المدينة، كون عناصر التنظيم تجمعوا بها بعد تحرير الفلوجة والمناطق المحيطة بها".

وأضاف: إن "قطعات من الجيش بالفرقة الثامنة ومقاتلي العشائر شرعوا بعملية واسعة صباح اليوم (الخميس)، وحرروا المنطقة بالكامل من تنظيم داعش ورفعوا العلم العراقي فوق أحد مبانيها".

وتابع: "عملية التحرير جاءت بعد قتل أعداد من عناصر التنظيم وإلحاق خسائر مادية بهم، فضلاً عن سقوط جرحى من القوات العراقية (لم يحدد أعداداً)".

وسيطرت القوات العراقية قبل أيام بشكل كامل على مدينة الفلوجة بعد نحو شهر من المعارك بين القوات العراقية ومسلحي "التنظيم" في داخل المدينة وأطرافها.

وتواصل القوات العراقية الحملة العسكرية لاستعادة مناطق محيطة بالمدينة لإحكام قبضتها على المحافظة الصحراوية الشاسعة التي ترتبط بحدود مع دول سوريا والأدرن والسعودية.

وتقول الأمم المتحدة إنها تلقت تقارير عن إساءة معاملة لمدنيين فارين من المدينة، من بينها انتهاكات من قبل أعضاء مليشيات مسلحة ضمن قوات الحشد الشعبي التي تدعم الهجوم.

وسيطر تنظيم الدولة على الفلوجة في يناير/كانون الثاني 2014؛ أي قبل ستة أشهر من إعلانهم دولة الخلافة في أجزاء من سوريا والعراق.


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

الخليج أونلاين  ,   داعش  ,   الفلوجة  ,