​واشنطن بوست: العبادي يسابق الزمن لمنع أي صدام بين حكومته والصدريين

​واشنطن بوست: العبادي يسابق الزمن لمنع أي صدام بين حكومته والصدريين

صحيفة واشنطن بوست الأميركية

متابعة ـ موازين نيوز - كتبت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، يسابق الزمن لمنع نشوء صراع على السلطة بينه وبين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في الوقت الذي يواجه فيه العبادي صعوبات لتحقيق هدف استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش قبل نهاية العام الجاري.

وأضافت الصحيفة أن العبادي يكافح لتوحيد الفصائل العراقية المتعاركة، وسحب الزخم قوة الصدر وحركته الاحتجاجية التي أخرجت للشوارع عشرات الآلاف من المتظاهرين في تحدٍ واضح لدعوات الحكومة إلى وقف الاحتجاجات، التي تشتت عملية القتال ضد تنظيم داعش.

لكن الصحيفة بعد حديثها لعدد من خبراء الشأن العراقي، خلصت إلى أن العبادي سيظل رئيساً لحكومة ضعيفة، ولن يتمكن من وقف حركة الصدر الاحتجاجية.

كيرك سويل، محلل بإحدى شركات التحليلات الاستخباراتية، يتوقع أن يكمل العبادي فترة رئاسته للحكومة، لأن الفصائل الأخرى لن تتوافق على رئيس حكومة جديد، لكنه استبعد في الوقت ذاته أن تكون الحكومة فاعلة بشكل حقيقي.

ولفتت الصحيفة النظر إلى أن تركيز الحكومة العراقية منصبا حتى الآن على قتال تنظيم داعش، فقد استعادت بغداد خلال الـ12 شهرا الماضية مدينة الفلوجة، وأخرى من قبضة التنظيم، الذي طرد من حوالي نصف الأراضي التي كانت بحوزته قبل عامين.

رغم تلك الخسارة، تشير الصحيفة إلى أن التنظيم ما زال يتمتع بالقدرة على شن أعمال عنف كبيرة، كما حدث في بغداد بداية الشهر الماضي، عندما قتل التنظيم أكثر من 300 عراقي في بغداد بتفجير هو الأعنف منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

وتابعت الصحيفة القول إن هذه التفجيرات أثارت سخطاً وغضباً إزاء حكومة العبادي التي اتهمت بعدم اتخاذ تدابير أمنية ملائمة، تحول دون وقوع تلك التفجيرات، وإن هذا السخط نابع أيضا بسبب انتشار المحسوبية والفساد، بالإضافة إلى الصعوبات الاقتصادية المتنامية.

وأشارت إلى أن ملايين الموظفين من القطاع الحكومي يواجهون البطالة مع انهيار أسعار النفط قبل عامين، إذ انخفض الدخل الشهري للحكومة من عوائد النفط من 5 مليارات دولار إلى 1.3 مليار، وهو رقم أقل مما تحتاجه الميزانية.

يعتقد مراقبون للشأن العراقي أن هذه الأوضاع فتحت الباب أمام الصدر، الذي كان من أوائل من دعموا حيدر العبادي في سبتمبر 2014، الذي وعد بمحاربة الفساد وإصلاح الحكومة.

وأضافت أن فشل العبادي دفع الصدر للمطالبة باستقالته، وهو موقف ينال دعما متزايدا من شريحة واسعة من العراقيين.

وتقول الصحيفة إن الاحتجاجات الكثيفة أثارت المخاوف من أن مقتدى الصدر يمكن أن يبدأ انتفاضة ضد الحكومة العراقية كما فعل بعد الغزو الأميركي عام 2003، عندما نشبت معارك دموية بين جيش المهدي والقوات الأميركية.


شارك الموضوع ...