​واشنطن بوست: العبادي لا يتجاوب مع جهود المصالحة السياسيّة رغم وعوده

​واشنطن بوست: العبادي لا يتجاوب مع جهود المصالحة السياسيّة رغم وعوده

صحيفة واشنطن بوست

المدى برس - قالت صحيفة واشنطن بوست، أمس الأربعاء، أن التفجيرات التي شهدتها بغداد واسطنبول مؤخراً تظهر قدرة داعش على توجيه ضربات خارج حدود معاقله التي بدأت تتقلص تدريجياً. وقالت الصحيفة الاميركية، في مقال افتتاحي لها تابعته (المدى برس)، إن "سلسلة التفجيرات التي وقعت في بغداد مؤخراً مع قيام مسلح دموي هائج بقتل العشرات في نادٍ ليلي بأسطنبول عشية أعياد رأس السنة الجديدة، تؤكد استمرارية قدرة تنظيم داعش على توجيه ضربات لما وراء حدود معاقله التي بدأت تتقلص تدريجياً". وأضافت واشنطن بوست أن "التقديرات الأميركية تظهر أن داعش الإرهابي فقد خلال السنتين الماضيتين، قرابة 50 ألف مقاتل وأكثر من نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقاً في العراق وسوريا"، مشيرة إلى أن "التنظيم المتطرف ما يزال يمتلك القدرة على إلحاق الأذى بالبلدان المحيطة به فضلاً عن قدرته على استهداف مدن غربية، في ظل التوقفات التي رافقت المعارك الجارية لاسترجاع معقليه الأخيرين بالموصل والرقة، وما يعتريها من بطء". وذكرت الصحيفة الأميركية أن هناك "سبباً يدعو للقلق من إمكانية أن يكون العراق وتركيا في دائرة خطر خسارة حربهما ضد الإرهاب بشكل فعلي"، مبينة أن "البلدين دفعا بجيوشهما في 2016 المنصرم لتحرير الأراضي التي احتلها داعش وحققا إنجازات مهمة في ذلك، وأن كليهما يواجهان مخاطر التصدع السياسي والاقتصادي والاجتماعي نتيجة للهجمات الإرهابية المرتدة، وإجراءاتهما الخاصة التي تأتي بنتائج عكسية".

وأوضحت واشنطن بوست أن "وحدات مكافحة الإرهاب العراقية المتوغلة في الموصل، وكذلك المستشارين الأميركيين وقوتهم الجوية التي تدعمهم، يستحقون الثناء لتكتيكاتهم العسكرية التي تهدف إلى حماية المدنيين وتفادي إلحاق الأذى بهم"، معتبرة أن "الخسائر الإنسانية خلال مدة الشهرين ونصف من المعارك في نينوى، تعد قليلة مقارنة بتلك التي شنتها القوات السورية والروسية والإيرانية في حلب، برغم أن القوات العراقية تعرضت لخسائر كبيرة بعد أن كانت تهدف لتحقيق نصر بنهاية العام 2016، في حين تقول حكومة حيدر العبادي، الآن إنها قد تستغرق عدة أشهر أخرى". وتابعت الصحيفة الاميركية أن "حكومة العبادي لا تتجاوب مع وعودها المتكررة بالارتقاء بجهود المصالحة السياسية بين المكونات الطائفية في البلد»، مستطردة أنه على «النقيض من ذلك اتخذ البرلمان العراقي مؤخراً إجراءات جعلت الحكومة تبتعد أكثر عن القادة السنّة والكرد». واعتبرت واشنطن بوست أن «الخطر الكامن في ذلك هو أنه حتى بعد استعادة الموصل فإن الصراع الطائفي في البلاد سيستمر وربما يزداد حدة، عندما تتنافس الفرق في ما بينها للسيطرة على المناطق والأراضي المحررة».

وبشأن تركيا، قالت الصحيفة إنها «تعيش مخاطر انهيارها الذاتي على الرغم من السلطة الدكتاتورية لرئيسها رجب طيب اردوغان، أو ربما بسببها»، مبينة أن «الرئيس اردوغان الذي تحاشى اتخاذ أي إجراء ضد داعش عبر السنوات السبع الماضية، يقوم بإرسال قوات داخل سوريا في العام 2016، لكنه يهدف من وراء ذلك إلى منع إقامة منطقة كردية هناك أكثر مما يقدم مساعدة لاسترجاع الرقة». وعدّت الصحيفة الاميركية أن «القمع الوحشي الذي يمارسه أردوغان للكرد والمعارضين السياسيين الآخرين داخل تركيا، قد تسبب بخلق استقطابات في البلاد أدت إلى دق إسفين بين المجاميع التي من المفترض أن تتوحد في مواجهة الإرهاب». وقالت واشنطن بوست، إن «بعض الليبراليين الأتراك قد أشاروا إلى أن الهجوم الذي وقع داخل ملهى رينا الليلي في اسطنبول، وهو ملاذ للعلمانيين وعامة الناس، قد حصل بعد أن انتقد رجال دين حكوميون الاحتفالات بأعياد رأس السنة» .ورأت الصحيفة أن «الأمل يبقى مع ذلك باحتمال أن يشهد العام 2017 الحالي اجتثاث دولة الخلافة المزعومة لتنظيم داعش ككيان على الأرض»، مستدركة «لكن ما سيبدو عليه مهماً أكثر بالنسبة للأمن في الشرق الأوسط وكذلك في الغرب، هو ما إذا سيتعزز الاستقرار أكثر في تركيا والعراق، الذي سيعتمد جزء منه على مدى قدرة التنظيم على شن هجمات إرهابية تخريبية أخرى مثل تلك التي شنها نهاية الاسبوع الفائت». وخلصت واشنطن بوست إلى أنه برغم ذلك، فإن «العامل الحاسم سيكون ما إذا يستطيع كلٌ من العبادي وأردوغان أن يتبنّيا سياسات داخلية بنّاءة أكثر إيجابيّة في بلديهما».


شارك الموضوع ...