​واشنطن تجهّز قاعدتين عسكريتين في العراق

​واشنطن تجهّز قاعدتين عسكريتين في العراق

تدريب

لم تلتفت الولايات المتحدة الأميركية للاعتراضات والرفض الذي تواجهه من جهات سياسية عراقية لإنشاء قواعد عسكريّة لها في العراق، بل استمرت بتجاوز كل ذلك والشروع بعملية إنشاء وتجهيز قاعدتين عسكريتين، الأولى في محافظة الأنبار غربي العراق، والثانية في أربيل في إقليم كردستان. وينقسم الشارع السياسي العراقي، إزاء تلك القواعد بين مؤيّدٍ ورافضٍ لها، ففي الوقت الذي ترفض فيه الجهات المتعاونة بالعلن والخفاء مع إيران وجود القواعد العسكرية الأميركية في العراق، يرى الطرف الآخر الممثّل بالمكوّن السنّي في تلك القواعد العسكرية شيئاً من خلق توازن عسكري أميركي مقابل القوة الإيرانية، على الرغم من عدم وجود ثقة كبيرة في الطرف الأميركي.

وبين هذا وذاك، بدأت الولايات المتحدة تجهيز القاعدتين بالمعدات واللوازم العسكرية، ماضية بتحقيق مخطّطها الـ"غير معلوم" النتائج والدوافع. وقال مصدر في "التحالف الوطني"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الولايات المتحدة بدأت فعليّاً بتجهيز المعدات العسكرية والأسلحة في قاعدتي الحبانية في الأنبار وعين كاوة في أربيل"، موضحاً أنّ "نقل تلك الأسلحة والمعدات يتم من الكويت". وأضاف أنّ "الأسلحة والمعدات التي تُنقل متنوعة، ما بين معدات دفاع وهجوم ومراقبة وأجهزة كشف متفجرات متطورة، وبكميات كبيرة"، مشيراً إلى أنّ "عملية النقل والتجهيز مستمرة". وأكد المصدر نفسه أنّ "القوات الأميركية تركّز على قاعدة الحبانية أكثر من تركيزها على قاعدة عين كاوة، وقد يكون ذلك بسبب الوضع الأمني المتردي الذي تشهده محافظة الأنبار وتواجد داعش فيها"، موضحاً أنّها "عملت على ترميم مدرج الطائرات الحربية في القاعدة، كما نشرت منظومات دفاع ضد الصواريخ فيها، تحسّباً لأي هجوم من داعش، وجهّزت الملاجئ، كما أقامت سوراً حديدياً مكهرباً في محيط القاعدة".

من جهته، اعتبر النائب عن "التحالف الوطني"، محمد الصيهود، إنشاء وتجهيز أيّ قاعدة أميركية في العراق، "محاولة أميركيّة لتقسيم العراق، وهو استكمال لمخطط داعش في التقسيم". وقال الصيهود، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "واشنطن تسعى لتوفير الحماية اللازمة لعناصر داعش في العراق، وإمدادهم بالمعدات والأسلحة متى احتاجوا لها من خلال توفير ذلك السلاح والعتاد في قواعدها العسكريّة في العراق لتكون عمليات النقل والإمداد سريعة ولا تؤثر على سير معارك داعش". ورأى أنّ "واشنطن لا تريد خسارة داعش للمعركة أمام الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية، لأنّ ذلك يقلقها جداً، بدليل أنّها لم تنفّذ عقود التسليح المبرمة مع العراق"، مشدداً على أن "التحالف الوطني يرفض رفضاً قاطعاً إقامة وتجهيز تلك القواعد في العراق"، مطالباً الحكومة بـ"التحرك لمنع واشنطن من إتمام مخططها في العراق، حفاظاً على سيادة البلاد من الانتهاكات الأميركيّة". في المقابل، أكد مجلس عشائر الأنبار أنّ "وجود القاعدة العسكرية في محافظة الأنبار سيكون له بالتأكيد دور في حماية المحافظة من داعش ومن القوات الإيرانية".

وقال عضو المجلس الشيخ محمود الجميلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "وجود قوات الحرس الثوري الإيراني في العراق عامة وفي الأنبار خصوصاً، وتجهيزها للمليشيات بالأسلحة والمعدّات والصواريخ، أمر يثير ريبة أهالي المحافظة، الأمر الذي يدفعهم للقبول بإنشاء قواعد عسكرية أميركية فيها، لتحقيق شيء من التوازن في القوى بين إيران وأميركا". وأشار إلى "أنّنا نعلم أنّ واشنطن لها أجندتها الخاصة ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة، لكنّ تلك المصالح تتقاطع في بعض الأحيان مع المصالح الإيرانية، وأنّ انفراد إيران بالقوة العسكرية في العراق أمر خطير للغاية لا يستطيع أحد أن يتصدى له، خصوصاً أنّه يتم بموافقة حكومية، الأمر الذي يجعل من الوجود الأميركي فيه شيء من المصلحة للعراق". وأكد الجميلي أنّ "الوجود الأميركي في البلاد نتج عن سياسات الحكومة العراقية التي تنتهجها إزاء المحافظات المحتلة من قِبل داعش، ودعمها للوجود الإيراني بقوة في البلاد".

العربي الجديد -بغداد ــ صفاء عبد الحميد


شارك الموضوع ...